وقد ذكر العلامة الصبان فى رسالته المذكورة نبذة مما يتعلق بسيدنا الحسين ﵁ فقال: هو أبو عبد الله سبط رسول الله ﷺ وريحانته، ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع-على الأصح-وكانت السيدة فاطمة ﵂ علقت به بعد ولادة الحسن بخمسين ليلة، وحنكه ﷺ بريقه، وأذّن فى أذنه، وتفل فى فمه ودعا له، وسماه حسينا يوم السابع وعق عنه.
كان شجاعا مقداما من حين كان طفلا، ووردت فى حقه آثار كثيرة/تدل على مزيد فضله، منها قول النبى ﷺ: حسين منى وأنا من حسين، اللهم أحب من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط.*وقوله ﷺ: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن على.*وقوله ﷺ: اللهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه.*وقال أبو هريرة ﵁: رأيت رسول الله ﷺ يمتص لعاب الحسين كما يمتص الرجل التمرة.*ورأى ابن عمر الحسين مقبلا فقال:
هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم.*وجاء رجل إلى الحسن يستعين به فوجده معتكفا فى خلوة فاعتذر إليه فذهب إلى الحسين فاستعان به فقضى حاجته، وقال: لقضاء حاجة فى الله ﷿ أحب إلىّ من اعتكافى شهرا.
ومن كلامه ﵁: اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم، فلا تملوا من تلك النعم فتعود نقما، واعلموا أن المعروف يكسب حمدا ويعقب أجرا فلو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه رجلا جميلا يسر الناظرين، ولو رأيتم اللؤم رجلا لرأيتموه رجلا قبيح المنظر تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار.*ومن كلامه ﵁: من جاد ساد، ومن بخل رذل، ومن تعجل لأخيه خيرا وجده إذا قدم على ربه غدا.
*والتزم يوما ركن الكعبة وقال: إلهى نعمتنى فلم تجدنى شاكرا، وابتليتنى فلم تجدنى صابرا، فلا أنت سلبت النعمة بترك الشكر، ولا أدمت الشدة بترك الصبر، إلهى ما يكون من الكريم إلا الكرم.
كانت إقامته ﵁ بالمدينة إلى أن خرج مع أبيه إلى الكوفة فشهد معه مشاهده وبقى معه إلى أن قتل، ثم مع أخيه إلى أن انفصل فرجع إلى المدينة واستمر بها إلى أن مات معاوية، فأخرج إليه يزيد من يأخذ بيعته فامتنع وخرج إلى مكة، وأتت إليه كتب العراق بأنهم بايعوه بعد موت معاوية، فأشار إليه ابن الزبير بالخروج، وابن عباس وابن عمر