للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[إنشاء الأوبرا]]

وكان إلى ذلك الوقت لم يكن بمدينة القاهرة «تياترو»، وكان وجود ذلك مما لا بد منه لتمام الاحتفال، فصدر الأمر إلى «باولينو باشا» بأن يتوجه إلى أوربا؛ لأجل إحضار ومقاولة جماعة تياترو فرنساوية من المهرة المشهورين بجودة الألعاب، وإلى المهندس «فرنس» النمساوى الذى ترقى إلى رتبة الباشوية فيما بعد، ببناء التياترين الموجودين الآن بالأزبكية، فعمل رسوماتهما، وباشر بناءهما، وصار العمل فيهما بالليل والنهار، ولضيق الوقت الباقى لعمل الوليمة، جعل أغلب التياترو الكبير المعروف «بالأوبيرا» من الخشب، وبعد تمامهما ركب فيهما النجف والشمعدانات، وأدخل فيهما الغاز وفرشهما بأحسن المفروشات، ورتب لهما ما يلزم من الخدم.

وصار الخديوى فضلا عن ملاحظته جميع هذه الأعمال بنفسه، يعين للملوك والأمراء ما يلزم لإقامتهم من القصور والسرايات فى مدينة القاهرة، وأعد لهم من الوابورات البحرية ما يلزم لسياحتهم فى خليج البرزخ وفى النيل. وأعدّ فى كل وابور ما يلزم لمن فيه من المأكل والمشرب وغير ذلك.

وفى هذا الوقت كانت سكة الحديد تحت نظارتى (١)، وصدر لى أمر الخديوى بأن ركوب الوابور فى مدة الوليمة يكون مجانا على طرف الحكومة لجميع الوافدين على البرزخ ذهابا وإيابا، وباستعداد القطارات على حسب درجات المسافرين ومقاماتهم، وتحول على الشركة بالأمر الخديوى أن تهيئ محلات لإقامة المسافرين فى بورت سعيد والإسماعيلية، فبنيت على نفقة الحكومة سراية الإسماعيلية وكلفتها نحو مليونى فرنك، لأجل إقامتهم واستراحتهم زمن الوليمة، وزينت وابورات الخليج المعدّة للركوب والمرور فيه.


(١) يريد صاحب الكتاب: على باشا مبارك.