هذا الجامع بشارع عابدين بقرب باب السراى الشرقى تجاه درب الملاحفية.
أنشأه الأمير عابدين بيك وهو جامع عظيم يصعد إليه بدرج، وله منارة مرتفعة وشعائره مقامة من أوقافه بنظر الديوان.
وقد أخذت مطهرته ومنافعه من ضمن ما أخذ فى سراى عابدين وعوض عنها زاوية صغيرة بها مطهرة فى باب درب الملاحفية شعائرها مقامة من جهة الديوان.
[جامع عابدين الجديد]
هذا الجامع أنشأه الخديو إسماعيل باشا فى الجهة القبلية لسراى عابدين. له بابان عظيمان مرتفعان بدرج فى واجهة المسجد الغربية.
أحدهما قريب من الحد البحرى للمسجد يصعد منه بدرج إلى رحبة واسعة فى صدرها سلم مرتفع جدا يصعد منه إلى مدرسة متسعة فوق الرحبة عامرة بالتلامذة لتعليمهم القرآن والكتابة وغير ذلك، وفى هذه الرحبة صهريج كبير لطيف له شباك من نحاس جميل الشكل مما يلى الشارع فيه كيزان من نحاس أصفر يشرب بها المارة الماء من حوض رخام داخل الشباك، وعلى يمين الداخل من هذا الباب باب يتوصل منه إلى المسجد، وهو مسجد بهج مفروش بالأبسطة وفيه منبر جميل الشكل للخطبة ومحرابه مكسو بالرخام النفيس.
والباب الآخر قبلى هذا الباب يصعد منه إلى محل متسع مفروش بالرخام وفى وسطه حنفيات فيها بزابيز عظيمة من نحاس يتوضأ منها للصلاة، وفى ذلك المحل إيوانات ثلاثة:
اثنان صغيران يكتنفان الباب وفيهما شبا كان عظيمان يكتنفان الباب أيضا، والآخر كبير بعرض ذلك المحل مما يلى القبلة وهى مفروشة بالحصر العظيمة، وفى الحائط التى عن يسار المصلى من هذا المحل باب يتوصل منه إلى المسجد، وهذا المسجد عامر مقام الشعائر يصلى فيه الخديوى الجمعة فى أغلب الجمع.