للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما يجاورها من البساتين، ويظهر أن المنارة الموجودة الآن لجامع المرحومى من أصل بناء المدرسة التقوية.

ونقل أيضا عن ابن عبد الظاهر أن القصر لما أخذه صلاح الدين، وأخرج من به، كان فيه اثنا عشر ألف نسمة، ليس فيهم فحل إلا الخليفة وأهله وأولاده، فأسكنهم دار المظفر بحارة برجوان، وكانت تعرف بدار الضيافة. وقبض صلاح الدين على ولى عهد الخليفة، واعتقل مع إخوته وأولاده وهم نحو عشرة، وجماعة من بنى أعمامه فى دار الأفضل من حارة برجوان. وفى سنة أربع وثمانين وخمسمائة هرب منهم رجلان. قال: وعدد من بقى من هذه الذرية بدار المظفر والقصر الغربى والإيوان مائتان واثنان وخمسون شخصا، الذكور ثمانية وتسعون، والإناث مائة وأربعة وخمسون.

ولم يزالوا تحت الاعتقال بالقاهرة فى الأماكن التى أقيموا فيها، إلى أن نقلهم الملك الكامل محمد بن العادل بن أيوب إلى القلعة أيام سلطنته، حين انتقل من دار الوزارة الكبرى إليها، وفيها مات داود بن العاضد، واستمر بها من بقى منهم، إلى أن جاءت دولة الأتراك، وآلت السلطنة إلى الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارى، فأمر فى سنة ستين وستمائة بالإشهاد على من بقى منهم أن جميع ما كان لهم من القصور والدور ونحوها ملك لبيت المال بالنظر السلطانى الظاهرى من وجه صحيح شرعى.

وأول من انتقل من الملوك من دار الوزارة الكبرى إلى الإقامة بالقلعة الملك الكامل المذكور، وكانت دار الوزارة المذكورة من عهد الأفضل ابن أمير الجيوش إلى أيام الكامل مقر الوزراء أرباب السيوف فى عهد الدولة الفاطمية، ومقر الملوك فى أيام الدولة الكردية، وكان السلطان صلاح الدين أيام إقامته بديار مصر يقيم بدار الوزارة، وأحيانا يكون بالقلعة.

***

[جلوس الملك العزيز بن صلاح الدين على سرير السلطنة]

ولما مات سنة تسع وثمانين وخمسمائة خلفه على سرير السلطنة ابنه الملك العزيز، عماد الدين أبو الفتح عثمان، وكان ينوب عن أبيه بمصر أيام حياته، ثم استقر على سرير السلطنة بها عند موت أبيه، ثم حصل بينه وبين أخيه الملك الأفضل على وحشة، وكان بدمشق فتجهز العزيز لمحاربته، ووقعت بينهما وقائع وحروب، استولى فيها العزيز على دمشق.

وإلى وقت العزيز بن صلاح الدين كان فى البر الغربى من الخليج بساتين متعددة، منها بستان يعرف ببستان البغدادية كان من بساتين القاهرة الموصوفة تجاه منظرة اللؤلؤة التى