ثم عطفة القسط غير نافذة، ثم درب حاتم غير نافذ، وبداخله ضريح يعرف بالشيخ يوسف، ثم العطفة السد.
وهناك بقرب آخره الجامع المعروف بجامع البكرية، ويعرف أيضا بالجامع الأبيض، أنشأه العارف بالله تعالى الشيخ أبو البقاء جلال الدين الصديقى سنة ثمان وتسعمائة، وكان به قديما مدفن سيدى مدين ابن سيدى شعيب التلمسانى، فأنشأ عليه الأستاذ أبو البقاء القبة، وجعل لنفسه مدفنا ملاصقا لمدفن سيدى مدين المذكور، وعمل بعض فساقى أخر، وبنى المئذنة، ووقف عليها أوقافا دارة
[ترجمة جلال الدين البكرى]
قال القطب الشعرانى: وكانت وفاة الشيخ جلال الدين البكرى سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة، وكان من العلماء العاملين والأولياء الصالحين، أخذ العلم عن عمه الشيخ جلال الدين البكرى وشيخ الإسلام يحيى المناوى والكمال بن أبى شريف، ودفن بالقبة المذكورة. (انتهى).
(قلت): وهو اليوم متخرب ومعطل الشعائر.
وبهذا الشارع أيضا دار لنقيب الأشراف البكرى، يعمل فيها مولد الشيخ الدشطوطى، ودار ورثة عبد الفتاح مفتاح، وعدة من الدور الكبيرة والصغيرة.
[قبر الشيخ عبد الرحمن المجذوب]
والسالك فى هذا الشارع قاصدا نحو جامع الظاهر يجد عن يساره جامع البكرية، وحوله عدة من البيوت والبساتين، وعن يمينه بساتين، ثم يتقابل بشارع العباسية المستجد الموصل إلى العباسية وغيرها، فيجد عن يمينه عند تقاطع شارع الدشطوطى بشارع العباسية بناء قديما فيه قبر يغلب على الظن أنه قبر الشيخ عبد الرحمن المجذوب الذى ترجمه الشعرانى فى طبقاته، وقال إنه مات فى سنة أربع وأربعين وتسعمائة، ودفن بالقرب من جامع الظاهر بالحسينية فى زاويته- (انتهى).
وهذا آخر ما تيسر لنا من الكلام على وصف شارع الدشطوطى قديما وحديثا.
ثم لنرجع إلى بيان وصف الشارع الطوالى المارّ من باب الشعرية إلى قنطرة الدكة فنقول
هذا الشارع يبتدئ من شارع باب الشعرية تجاه جامع المغربى، وينتهى لشارع قنطرة الدكة أمام جامع أولاد عنان، وطوله ألف متر ومائة وثمانون مترا، وينقسم ثلاثة أقسام: