هذا المسجد بسويقة اللالا. منقوش على بابه فى الرخام بيتان وهما:
أتم بناه داود صديق … وفى سبل الهدى قد جدّ سيرا
حمدناه فأرخنا بناه … حوى حمدا جزاه الله خيرا
ولهذا الباب سلم من الرخام ودائر ملبس بالرخام الملون، وكذا قبلته ومنبره، وليس به أعمدة وإنما سقفه على البوائك، وبوجهه الذى على الشارع خمسة شبابيك من الحديد.
وبجوار هذا اللوح عمودان من الرخام، وكان هذا الجامع أول أمره مدرسة أنشأها الأمير داود باشا والى مصر.
وفى كتاب «أخبار الأول فيمن تصرف فى مصر من أرباب الدول» للشيخ محمد عبد المعطى الإسحاقى: أن الأمير داود باشا لما تولى على مصر فى سابع المحرم سنة خمس وأربعين وتسعمائة، وبنى فى ولايته مدرسة عظيمة محكمة البناء بسويقة صفية اللالا بمصر المحروسة، وقف لها أوقافا، وهى باقية إلى الآن، مقامة الشعائر الإسلامية، فتصرف إلى ثالث عشر ربيع الأول سنه خمس وخمسين وتسعمائة، فكانت المدة إحدى عشرة سنة وشهرا واحدا وعشرين يوما (١)، وتوفى بمصر المحروسة ودفن بالقرافة انتهى. وانظر هذا التاريخ مع جمل قوله حوى حمدا جزاه الله خيرا. فإن جمله تسعمائة وسبعون، باعتبار أن ألف حوى ياء كما هو المتعين فى نحو ذلك، فإن اعتبرتها ألفا فهو تسعمائة وإحدى وستون، فلعل هذا الامير أتم بناءها بعد صرفه عن الولاية.
(١) قوله: فكانت المدة … الخ. كذا فى تاريخ الإسحاقى، وفيه نظر لا يخفى.