وعلى ضريحه مقصورة وعن يمين الداخل من الجامع خلوة بها ضريح يعرف بالشيخ جمال الدين.
ولهذا الجامع منارة قصيرة ومطهرته ومرافقه منعزلة عنه، وهناك زاوية للفقراء لهم مرتب من الطعام والقهوة من زمن الإمام ﵁، ولها خدمة وأوقاف ومرتب فى الروزنامجة وشيخ يتولى أمرها، وهى بجوار المسجد وفيها باب إليه ولا تكاد القهوة تنقطع منها ليلا ونهارا ويسمحون بها لكل داخل، وقبل الدخول إلى هذا الجامع والمشهد باب ينزل منه بسلالم إلى طرقة مستطيلة مفروشة بالحجر المنحوت، وعلى جانبيها مساكن مسكونة وبجوار هذا الباب سبيل عليه مكتب.
وفى خطط المقريزى عند ذكر السبعة التى تزار بالقرافة: أن قبر الإمام الليث قد اشتهر عند المتأخرين وأول ما عرفته من خبر هذا القبر: أنه وجدت مصطبة فى آخر قباب الصدف، وكانت قباب الصدف أربعمائة قبة فيما يقال عليها مكتوب: الإمام الفقيه الزاهد العالم الليث بن سعد بن عبد الرحمن أبو الحارث المصرى مفتى أهل مصر، كما ذكر فى كتاب هادى الراغبين فى زيارة قبور الصالحين لأبى محمد عبد الكريم ابن عبد الله بن عبد الكريم بن على بن محمد بن على بن طلحة، وكتاب مرشد الزوار للموفق بن عثمان.
[مطلب اول من بنى على قبر الامام الليث]
وذكر الشيخ محمد الأزهرى فى كتابه فى الزيارة: أن أول من بنى عليه وحيز كبير التجار أبو زيد المصرى بعد سنة أربعين وستمائة.
ولم يزل البناء يتزايد إلى أن جدد الحاج سيف الدين المقدم عليه قبته أيام الأشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون قبيل سنة ثمانين وسبعمائة، ثم جددت فى أيام الناصر فرج بن الظاهر برقوق على يد الشيخ أبى الخير محمد ابن الشيخ سليمان المادح فى محرم سنة إحدى عشرة وثمانمائة، ثم جددت فى سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة على يد امرأة قدمت من دمشق فى أيام المؤيد شيخ عرفت بمرحبا بنت إبراهيم بن عبد الرحمن أخت عبد الباسط.
وكان لها معروف وبر توفيت فى التاسع والعشرين من ذى القعدة سنة أربعين وثمانمائة.
ويجتمع بهذه القبة فى كل ليلة سبت جماعة من القراء فيتلون القرآن الكريم تلاوة حسنة حتى يختموا ختمة كاملة عند السحر، ويقصد المبيت عندهم للتبرك