قرية من مديرية جرجا بقسم طهطا على الشط الغربى للسوهاجية قريبة من الجبل فى تجاه طما إلى جهة الغرب بجوار حدود مديرية أسيوط، فيها أبنية عظيمة وقصور مشيدة ومساجد عامرة ونخيل قليل، وأكثر أهلها مسلمون أصحاب يسار لخصوبة أرضها وجودة محصولاتها، ويحيط بها رصيف متين مبنى بالآجر والمونة يقيها من الغرق فى زمن فيضان النيل لانخفاض موقعها، ولا يتوصل إليها زمن الفيضان إلا بالمراكب.
وفيها بيوت مشهورة وأشهرها بيت السيد بن عبد الرحمن أبو دومة المتوفى قبيل سنة ثمانين ومائتين وألف، وقد جعل ناظر قسم مدّة قليلة فى زمن العزيز محمد على باشا، وكان ذا ثروة زائدة ويقتنى كثيرا من أصناف الأنعام والخيل والعبيد، حتى قيل إنه كان إذا ركب يركب خلفه نحو ثلاثين عبدا أكثرهم متعمم بالشال الكشمير، وعليهم ثياب الجوخ الثمين واسعة الأكمام متقلدين بالسيوف المحلاة على خيول جياد بسروج محلاة وركابات مطلية بالذهب.
وكان هو متقشفا يتعمم ببلين غليظ من الصوف الأبيض، ويلبس جبة من الصوف الأسود والأحمر غير المصبوغ فوق ثياب القطن، ويتلفع بملآءة من القطن الخالص من نسيج إخميم، ويلبس فوق ذلك عباءة من صوف لحمتها بيضاء وسداها أسود ويسمى هذا اللون عندهم زرديا، ويلبس نعلا إخميميا ولا يلبس غلالة ولا جوربا ويشرب الدخان البلدى كثيرا.