قوافل الحجيج من بلاد الصعيد الأعلى ثم يسافرون إلى القصير، ودرب القصير فى شرقيها على ثلثى ساعة وكذلك عند نزولهم ينزلون عليها.
[(الحرافشة)]
قرية صغيرة بمديرية جرجا فى الجنوب الغربى لمدينة طهطا بأقل من ساعة واقعة على الشاطئ الشرقى للترعة السوهاجية، وفى بحريها بقليل ناحية الطليحات على حافتى السوهاجية شرقا وغربا، وفى قبليها قرية نزة الدقيشية بقليل أيضا وبجوارها الجنوبى جسر عنيبس.
وفيها مسجدان ونخيل وأشجار ويزرع عندها قصب السكر والخضراوات والذرة، وكان أهلها قبل زمن العزيز محمد على باشا فقراء بلا عدد ولا عدد ليس لهم كسب سوى نسج حصر الحلفاء وكانوا مستضعفين، ولعل هذا هو السر فى تسمية القرية بهذا الاسم، لأن الحرافشة فى الأصل جمع حرفوش ومعناه كما فى كتاب كترمير عن كتاب السلوك: الدنئ الخسيس ويقال فى الجمع أيضا حرافيش.
وفى تاريخ ابن قاضى شهبة نودى أن لا يتصدق على حرفوش وأىّ فقير سأل صلب، ويقال: سار الناس والحرافيش، انتهى.
ثم ظهر بها فى زمن العزيز محمد على باشا رجل يسمى إبراهيم الحرفوشى كان عنده دعابة وهزليات، فكان حكام الصعيد من الأمراء النازلين من مصر مثل عبد اللطيف باشا وسليم باشا السلحدار يدنونه ويضحكون منه ويقضون حوائجه فظهر فى تلك الجهة وصار له أملاك وغنداق يزرعه، وقد خلف أولادا ظهر منهم: الحاج داود حتى صار من العمد المشهورين واقتنى جياد الخيل وركب فى الركابات المطلية، وجعل له خدما وحشما وبنى أبنية مشيدة بالشبابيك الحديد والخرط ودوارا واسعا مع الكرم والبشاشة وكثرة الضيوف وزرع أكثر من مائة/وخمسين فدانا وأثرى على يديه أكثر أهل القرية، وبنوا أبنية ومناظر حسنة بالبياض والشبابيك، ولهم بساتين فوق السوهاجية.
وزمام أطيانها نحو من ثلثمائة فدان، وهى طيبة الهواء حسنة الموقع يشرب أهلها من ترعة السوهاجية صيفا وشتاء يزرعون ويتسوقون من سوق طهطا ونزة وجهينة وغيرها.