ودار ورثة الأمير مصطفى باشا ماهر بها جنينة، وفى مقابلتها دار كبيرة بابها على يمين الداخل من أول درب الشمسى تعرف بدار إبراهيم بيك أبى شنب وهى جارية فى وقفه إلى الآن.
[ترجمة إبراهيم بيك [أبى شنب]]
وإبراهيم بيك هذا هو أحد الأمراء المصريين ترجمه الجبرتى فقال: الأمير الكبير إبراهيم بيك المعروف بأبى شنب أصله مملوك مراد بيك القاسمى، وخشداش إيواظ بيك، تقلد الإمارة والصنجقية مع إيواظ بيك، وكان من الأمراء الكبار المعدودين، تولى إمارة الحج مرتين، وسافر أميرا على العسكر المعيّن فى فتح كريد سنة أربع ومائة وألف، ثم رجع إلى مصر، وطلع إلى الإسكندرية. وكان المتعيّن فى ذاك الوقت بالرياسة إبراهيم بيك ذا الفقار، وكان فى عزمه قطع بيت القاسمية، فأخرج إيواظ بيك إلى إقليم الجيزة وقانصوه بيك إلى بنى سويف وأحمد بيك إلى المنوفية.
ولما حضر المترجم واستقر بمصر اتفق إبراهيم بيك ذو الفقار مع على باشا - والى مصر - على قتله بحجة المال والغلال المنكسرة عليه فى غيبته، فأرسل إليه الباشا يطلبه، وكان عنده خبر بذلك، فقال للرسول: سلّم على الباشا وبعد الديوان أطلع أقابله، ففات العصر ولم يطلع فأرسل الباشا إلى درويش بيك - وكان خفيرا بمصر القديمة - وأمره بالجلوس عند باب السر الذى يطلع على زين العابدين، وأرسل إلى الوالى والعسس، وأمر أوده باشا بالجلوس عند بيت المترجم، وأشيع ذلك فضاق خناق المترجم، واغتم جيرانه وأهل حارته لإحسانه فى حقهم، وحضر إليه بعض أصحابه يؤانسه، مثل إبراهيم جربجى الداودية وغيره، ثم أشيع الخبر بأن السلطان أحمد توفى، وتولى بدله السلطان مصطفى، فعزل على باشا من مصر وولى إسماعيل باشا - حاكم الشام - ففرح المترجم، وأمن على نفسه، وبعد قليل تولى الدفتدارية فى سنة تسع عشرة ومائة وألف، واستمر بها إلى سنة إحدى وعشرين، ثم عزل وتقلد إمارة الحج، ثم أعيد إلى الدفتدارية فى سنة سبع وعشرين، ولم يزل إلى أن مات بالطاعون سنة ثلاثين ومائة وألف، وعمره اثنتان وتسعون سنة.
[ترجمة محمد بيك ابن إبراهيم بك]
وخلف ولده محمد بيك تقلد الإمارة والصنجقية فى حياة أبيه سنة سبع وعشرين ومائة وألف، ولما مات والده انتقل إلى داره، وتولى عدة كشوفيات بالأقاليم فى أيام المرحوم