للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما تزوج أنوك ابن السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون بابنة الأمير بكتمر الساقى سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة خرج شوارها من هذا القصر، وكان عدة الجمالين ثمانمائة حمال، المساند المزركشة على أربعين حمالا، والمدورات ستة عشر حمالا، والكراسى اثنى عشر حمالا، وكراس لطاف أربعة حمالين، والتخوت الآبنوس المفضضة والموشقة مائة واثنين وستين حمالا، وفضيات تسعة وعشرين حمالا، وسلم الدكك أربعة حمالين، والنحاس المكفت ثمانية وأربعين حمالا، والصينى ثلاثة وثلاثين، والزجاج المذهّب اثنى عشر حمالا، والبعلبكى المدهون اثنى عشر حمالا، والخونجات والمحافى والزبادى والنحاس تسعة وعشرين حمالا، وصناديق الحوائج خاناه ستة حمالين، وغير ذلك تتمة العدة. والبغال المحملة الفرش واللخف والبسط والصناديق التى فيها المصاغ تسعة وتسعون بغلا. والمزركش والمصاغ ثمانون قنطارا بالمصرى.

ولما مات بكتمر هذا تولى سائر أوقافه أولاده وأولاد أولاده، فصار أمر الأوقاف إلى ابن ابنته، وهو أحمد بن محمد بن قرطاى المعروف بأحمد ابن بنت بكتمر.

وهذا القصر فى غاية من الحسن، ولا ينزله إلا الأعيان من الأمراء، إلى أن كانت سنة سبع عشرة وثمانمائة، وكان العسكر غائبا عن مصر مع الملك المؤيد فى محاربة الأمير نوروز الحافظى بدمشق، فعمد هذا المذكور إلى القصر، فأخذ رخامه وشبابيكه وكثيرا من سقوفه وأبوابه وغير ذلك، وباع الجميع وعمل بدل الرخام البلاط، وبدل الشبابيك الحديد الخشب، وفطن به أعيان الناس فقصدوه، وأخذوا منه أصنافا عظيمة بثمن وبغير ثمن، وهو الآن قائم البناء يسكنه الأمراء. (انتهى).

[[ترجمة صالح بيك القاسمى]]

(قلت): وبقى كذلك إلى أن تخرّب، وبنى فى محله الأمير صالح بيك القاسمى داره المواجهة للكبش فى سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف، وسكن بها وهو - كما فى الجبرتى - الأمير الكبير صالح بيك القاسمى، أصله مملوك مصطفى بيك المعروف بالقرد، ولما مات سيده تقلد الإمارة عوضه، وجيش على خشداشيه، واشتهر ذكره، وتقلّد إمارة الحج سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف فى ولاية على باشا الحكيم، وسار أحسن سير، ولبسته الرياسة والإمارة، والتزم ببلاد أسياده وإقطاعاتهم القبلية، هو وخشداشوه وأتباعهم، وصار لهم نماء عظيم، وامتزجوا بهوّارة الصعيد، ووكّله شيخ العرب همام فى أموره بمصر، وأنشأ داره العظيمة المواجهة للكبش، ولم يكن لها نظير بمصر، ولما نما أمر على بيك، ونفى عبد الرحمن كتخدا إلى السويس كان المترجم هو المستسفر عليه، وأرسل خلفه فرمانا بنفيه