بالمدرسة الشعبانية كما فى تاريخ الجبرتى، ثم عرفت بزاوية الشيخ عبد العليم لدفنه بها وعلى ضريحه مقصورة من الخشب، وكان له زيارة ومولد كل عام وقد بطل الآن.
[ترجمة الشيخ عبد العليم]
وهو الشيخ عبد العليم بن محمد بن محمد بن عثمان المالكى الأزهرى الخلوتى الضرير حضر دروس الشيخ على الصعيدى رواية ودراية، فسمع عليه جملة من الصحيح والموطأ والشمائل والجامع الصغير ومسلسلات ابن عقيلة وروى عن الجوهرى والملوى والبليدى والسقاط وللنير والدردير، والتاودى ابن سودة حين حج ودرس وأفاد، وكان من البكّائين عند ذكر الله سريع الدمعة كثير الخشية. توفى سنة أربع عشرة ومائتين بعد الألف.
[ترجمة الشيخ إبراهيم الحريرى]
وفى هذه الزاوية أيضا قبر الشيخ إبراهيم الحريرى عليه مقصورة من الخشب، وترجمه الجبرتى فى تاريخه، فقال:
وفى سنة أربع وعشرين ومائتين وألف مات العلامة المفيد والنحرير الفريد الشيخ إبراهيم بن محمد بن عبد المعطى بن أحمد الحريرى. مفتى السادة الحنفية كوالده تفقه على الوالد وحضر على البيلى والدردير والصبان وغيرهم، وأنجب ومهر خصوصا فى الفروع الفقهية، تقلّد منصب الإفتاء بعد موت والده سنة عشرين، وكان له أهلا مع العفة والصيانة والمراجعة والتباعد عما يخل بالمروءة مواظبا على وظائفه ودروسه ملازما لداره إلا لضرورة تدعوه للحضور مع أرباب المظاهر، وكان ضعيف البصر وبآخرته اعتراه داء الباسور وانقطع بسببه عن الخروج من داره، ووصف له حكيم بدمياط فسافر إليه بإشارة نسيبه الشيخ المهدى، وقاسى أهوالا فى معالجته بالآلة فلم ينجح ورجع إلى مصر، ولم يزل ملازما للفراش حتى مات، ودفن بالمدرسة الشعبانية بحارة الدويدارى ظاهر حارة كتامة المعروفة الآن بالعينية قرب الجامع الأزهر، وكان لأبى المترجم وظائف كالإفتاء والتدريس فى مدرسة المحمودية والصرغتمشية والمحمدية، فكان ينوب عنه فى بعضها اه.