ولهذه البلدة أيضا شهرة بعمل الزلابية وتحلية الترمس وهو يزرع كثيرا ببلاد مصر ويؤكل بعد تحليته، فأوّلا يوضع فى مكاتل من خوص النخل ونحوه ويلقى فى البحر مربوطا بحبل ثابت فى البحر فيمكث كذلك نحو ثلاثة أيام حتى تذهب أكثر مرارته، ثم يصلق لتزول منه المرارة بالمرة ويملح ويؤكل، وأكثر باعته فى مصر وأتباعها من أهالى هذه القرية، وقد ذكره هيرودوط وديودور وغيرهما فى كتبهم، وكان قد منع أكله الحاكم بأمر الله مع جملة أشياء منع منها.
قال المقريزى فى خططه: وفى المحرم سنة خمس وتسعين وثلاثمائة قرئ سجل فى الجامع بمصر والقاهرة والجزيرة بأن يلبس اليهود والنصارى الغيار، وغيارهم السواد غيار العاصين العباسيين، وأن يشدو الزنار وفيه فحش فى حق أبى بكر وعمر ﵄.
وقرئ سجل آخر فيه منع الناس من أكل الملوخية التى كانت محببة لمعاوية بن أبى سفيان، ومن أكل البقلة المسماة بالجرجير المحببة إلى عائشة ﵂، ومن أكل المتوكلية المنسوبة إلى المتوكل.
وقرئ أيضا سجل بالمنع من عمل الفقاع وبيعه فى الأسواق لما يؤثر عن علىّ ﵁ من كراهته شرب الفقاع.