للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

القديمة بتنتريس، وفى بعض الكتب تسمى جنترى أو تنتر أو تنطورى. وكان أهلها مشهورين بشدّة الكراهة للتماسيح.

ولم يطل المقريزى الكلام عليها فى خططه، وإنما قال: «هى إحدى مدن الصعيد الأعلى القديمة، بناها قفطريم بن مصرايم بن بيصر بن حام بن نوح ، وكان فيها بربا عظيمة فيها مائة وثمانون كوة تدخل الشمس فى كل يوم من كوّة حتى تأتى على آخرها ثم تكرر راجعة إلى حيث بدأت. وكان بها شجرة، تعرف بشجرة العباس متوسطة وأوراقها خضر مستديرة، إذا قال الإنسان عندها: «يا شجرة العباس جاءك الفأس» تجمع أوراقها لوقتها ثم تعود كما كانت. وبين دندرة وقوص بريد واحد، وكانت بربا دندرة أعظم من بربا أخميم». ا. هـ.

وفى رحلة ابن جبير (١)، فى آخر القرن السادس، أن دندرة من مدن الصعيد، كثيرة النخل مستحسنة المنظر مشتهرة بطيب الرطب، ويقال إن هيكلها أحفل من هيكل أخميم وأعظم. ا. هـ.

وقال الفرنساويون فى خططهم: إن دندرة قرية صغيرة لا تتميز عما جاورها بشئ، وشتان ما بينها وبين المدينة القديمة الموجودة آثارها قريبا منها، وكانت تلك المدينة حافظة لبعض اعتبارها فى زمن قيصر الروم ادريان.

وفى خطط الرومانيين: أن بعدها عن مدينة هيرمونتيس-أرمنت-خمسون ميلا رومانيا، وهو مطابق لما قدره الفرنساوية فى خططهم بين خراب دندرة وأرمنت وهو ٣٧٢٠٠ توازه، وكذا يطابق ما قدر بين مدينة تنتاوس وناحية هوّ وهو سبعة وعشرون ميلا رومانيا.

[[معبد دندرة]]

ومعبد دندرة فى مقابلة مدينة قنا على الشاطئ الأيسر من النيل، وبعده عن مدينة بلاق ٦٤٠ كيلومتر. وعادة السياحين قبل وصولهم إلى عمارة دندرة الأطلاع والفرجة على خراب الناحية-المعروفة بقصر الصياد-وهو فى الطريق على بعد ١٢


(١) رحلة ابن جبير، بيروت،١٩٥٩. ص ٤٠