ثم المدرسة المحمودية المعروفة الآن بجامع الكردى أنشأها الأمير جمال الدين محمود بن على الأستادار فى سنة سبع وتسعين وسبعمائة، ورتّب بها درسا، وعمل بها خزانة كتب لا يعرف اليوم بديار مصر ولا الشام مثلها - كما فى المقريزى - وبها قبر منشئها عليه تابوت من الخشب، وشعائرها مقامة، ومنافعها تامة من ريع أوقافها.
[مطلب جامع إينال]
ثم جامع إينال - المعروف الآن بالجامع الإبراهيمى - كان أول أمره مدرسة تعرف بمدرسة إينال، أوصى بعمارتها الأمير الكبير سيف الدين إينال السيفى - أحد المماليك اليلبغاوية فابتدئ فى عملها سنة أربع وتسعين وسبعمائة، وفرغت فى سنة خمس وتسعين وسبعمائة، ولم يرتب بها سوى قراء يتناوبون قراءة القرآن على قبره. ولما مات فى يوم الأربعاء رابع عشر جمادى الثانية سنة أربع وتسعين وسبعمائة دفن خارج باب النصر، حتى انتهت عمارة هذه المدرسة فنقل إليها ودفن بها، وهى عامرة إلى اليوم وشعائرها مقامة من ريع أوقافها بنظر الشيخ أحمد بطة، أحد خوجات المدارس الملكية.
[مطلب زاوية عبد الرحمن كتخدا]
ثم زاوية عبد الرحمن كتخدا أنشأها الأمير عبد الرحمن كتخدا فى سنة اثنتين وأربعين ومائة وألف، وهى علوية وتحتها حنفية، وشعائرها مقامة من ريع أوقافها بنظر الديوان.
[جامع الجانبكية]
ثم جامع الجانبكية أنشأه الأمير جانبك الدوادار مدرسة فى عام ثمانية وعشرين وثمانمائة، وهو مقام الشعائر تام المنافع، وبداخله قبر منشئه، وبه سبيل يملأ من النيل، وله أوقاف تحت نظر الديوان.
[مطلب زاوية اليونسية]
ثم زاوية اليونسية الصغيرة، أنشأتها الست عائشة اليونسية شعائرها مقامة، وبها عمودان من الرخام وميضأة وخوض ماء وبيت خلاء. وفى مقابلتها برأس باب شارع الداوودية زاوية تعرف أيضا بزاوية اليونسية، كانت أول أمرها مدرسة أنشأتها الست عائشة اليونسية المذكورة نسبة إلى زوجها الأمير يونس السيفى الدوادار الكبير، وكان بابها فى الزقاق الذاهب إلى الداودية، ولما هدم رأس الزقاق فى التنظيم، لتوسعة الطريق، هدّم منها الجانب الذى به