ثم قال فى جلوس الخليفة الآمر بأحكام الله إنه يجلس على كرسى جريد بغير مخدة، ملثما هو وجميع حاشيته، فيسلم عليه الوزير والأمراء والقاضى والداعى والأشراف، وهم بغير مناديل، ملثمون حفاة، وعبى السماط وجميع ما عليه خبز الشعير، وقد أطنب المقريزى فى ذلك فليراجع.
والبيوت التى يتعبد فيها فرق النصارى واليهود يطلق عليها فى زماننا هذا اسم كنيسة، فيقال كنيسة النصارى، وكنيسة اليهود، وكنيسة الأرمن، ونحو ذلك.
وأطلق أهل العلم والمفسرون اسم الصوامع على بيوت عبادة الصابئين، والبيع للنصارى، والصلوات كنائس اليهود، والمساجد للمسلمين.
[مطلب معابد اليهود وفرقهم وأعيادهم]
والكنيسة كلمة عبرانية معناها بالعربية الموضع الذى يجتمع فيه للصلاة. قال الزجاج:
والصلوات هى بالعبرانية صلوتا، والموجود الآن بالقاهرة وضواحيها ثلاثون كنيسة، منها لليهود إحدى عشرة كنيسة، واحدة منها بدير الشمع، وهى أقدمها، وعشرة بحارة اليهود بالقاهرة، وجميعها حادث، والست عشرة لفرق النصارى من أقباط وأروام وشوام وأرمن وإفرنج وقد تكلمنا على جميع ذلك فى حارات القاهرة من هذا الكتاب.
والمقريزى أطال القول فيما يتعلق باليهود وتاريخهم وكنائسهم وأعيادهم وفرقهم الأربع وهم:
الربانيون، قيل لهم ذلك لأنهم يعتبرون أمر البيت الذى بنى ثانيا بعد عودهم من الجلاية والقراء، سموا بذلك لأنهم بنو مقرا، ومعنى مقرا الدعوة، وهم لا يعولون على البيت الثانى جملة، ودعوتهم إنما هى لما كان عليه العمل مدة البيت الأول.
والعانانية؛ ينسبون إلى عانان رأس الجالوت من أكبر أحبار اليهود.
والسمرة، يقال إنهم من بنى سامرك، وهو شعب من شعوب الفرس، ويقال لهم:
«السامرية»، وكانوا بمدينة شمرون أو سمرون بالسين المهملة، وهى مدينة نابلس.
وذكر لهم خمسة أعياد: عيد الفطير، وهو الخامس عشر من نيس يقيمون سبعة أيام لا يأكلون سوى الفطير، وهى الأيام التى تخلصوا فيها من فرعون وأغرقه الله، وعيد الأسابيع بعد عيد الفطير بسبعة أسابيع، وهو اليوم الذى كلّم الله تعالى فيه بنى إسرائيل من طور سينا، وعيد رأس الشهر وهو أول تشرى، وهو اليوم الذى فدى فيه اسحق ﵇