الناس، وأفحشوا في البنات البكر، ورتبوا المكس على أموات المسلمين، وبحضورهم مصر دخلوا الجامع الأزهر أولا وأخبروا العلماء بذلك، فذهب العلماء إلى قاضى العسكر وعرّفوه بالواقع، وطلعوا إلى الديوان بالبيارق، وعرضوا العرضحال على الوزير على باشا، فقال: وما الذى تريدون؟ فقالوا: أن تكتب لهم بيورلديا (أمرا) شريفا بأن كل من تعدى عليهم من العرب فى شئ يقتلونه من غير معارضة، ولا يطلب كاشف الولاية منهم دفنه ولا متاعه، وأن المتلزمين جميعا ينزلون إلى بلادهم، كل منهم بسجمانيته (عسكره)، ومن لا ينزل أو يرسل سجمانيته فلا يعارض فى الذى يفعل بالعرب، ولا يحامى لأحد منهم، فكتب الأمر بذلك وصار الاتفاق عليه، وتعين إبراهيم بك كاشفا على الولاية، فلم يرض العلماء به وأغلقوا باب الجامع الأزهر، فولى غيره، وانفض الأمر على ذلك، انتهى.
[(الشرفا)]
قرية من قسم قنا على شاطئ النيل الشرقى، قبلى قنا، فى مقابلة الطويرات الواقعة غربى البحر من قسم قنا أيضا، والشرفا قرية صغيرة مجاورة للخربة، وهى بلدة كبيرة من القسم المذكور فى داخل حوض الجبلاوى، والعادة أن خفارة بندر قنا وساحلها وضواحيها فى التزام أهل الخربة، ومن أهلها إسماعيل حربى كان عمدتهم، وترتب ناظر قسم زمن العزيز محمد على وكان مشهورا بالكرم. وأهل هذه القرى يقتنون الخيل الجياد، وفيها مساجد ومكاتب أهلية ونخيل وأشجار، وأكثر أهلها مسلمون، والشرفا أيضا قرية صغيرة بقسم أطفيح شرقى العطيات وبحرى غمازة الكبرى، وعمدتها رزق حسن، كان من ضمن أعضاء شورى النواب، أبنيتها باللبن، وبها مسجد من بناء حسن عكاشة والد رزق المذكور، وأبراج حمام لرزق وإخوته وأعمامه.