طائفة من عسكره، وظن أنه ينفرد بإمارة مصر فلم يتم له ذلك، وخرج منها مطرودا، وبقى على ذلك إلى أن مات بمنفلوط ودفن بها، وذلك فى سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف وكان ظلوما غشوما سيئ التدبير، جعله الله سببا فى زوال عز الأمراء المصريين ودولتهم.
(انتهى).
وقد بسطنا ترجمته عند الكلام على منفلوط من هذا الكتاب، ثم بعد خروج البرديسى وموته بمنفلوط دخلت تلك الدار فى ملك العزيز محمد على باشا، فعمّرها وجعلها مدرسة، ثم لما تولى المرحوم عباس باشا أبطلها وجعلها مسافرخانة لكل من ورد إلى مصر من الديار الأجنبية، ثم جعلت فى عهد الخديو إسماعيل مدرسة للمبتديان، وهى باقية على ذلك إلى الآن
وهذه المدرسة قد دخل فيها بعض بيوت من الجهة القبلية لعدم كفايتها لضروريات التلامذة المجتمعين بها، وفى مدة نظارتى على ديوان المدارس أجريت بها عمارة كبيرة وبعض تصليحات، ومع هذا لم تستوف شروط المدارس، وينبغى هدمها وبناؤها على قالب مستحسن لتكون موافقة لذلك.
[تتمة]
[[بركة أبى الشامات]]
كان بهذا الشارع البركة المعروفة بالبركة الناصرية، وكانت فى الجهة القبلية للبركة المعروفة ببركة السباع، وكانت تعرف فى زمن الفرنساوية ببركة أبى الشامات، وقد تكلم عليها المقريزى فى خططه حيث قال: هذه البركة من جملة جنان الزهرى، فلما خربت جنان الزهرى صار موضعها كوم تراب إلى أن أنشأ السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون ميدان المهارى فى سنة عشرين وسبعمائة، وأراد بناء الزريبة بجانب الجامع الطيبرسى احتاج فى بنائها إلى طين، فركب وعين مكان هذه البركة، وأمر الفخر ناظر الجيش فكتب أوراقا بأسماء الأمراء، وانتدب الأمير بيبرس الحاجب فنزل بالمهندسين فقاسوا دور البركة ووزع على الأمراء بالأقصاب، فنزل كل أمير وضرب خيمة لعمل ما يخصه، فابتدأوا العمل فى يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، فتمادى الحفر إلى جانب كنيسة الزهرى، وكان إذ ذاك فى تلك الأرض عدة كنائس، ولم يكن هناك شئ