وتكررت فى أردية مختلفة، وهو يعطينى حتى حصل لى من جهته ستمائة درهم فضة، فاشتريت بها مسكنا، ويقال إنه ملأ مركبا كبيرا يسع ألفى أردب سكرا، وأرسل به غلمانه لبيعه، فغرق منهم فجاءوا ليلا إلى قنا، وطرقوا باب الشيخ أبى يحيى، وسألوه أن يشفع لهم عند سيدهم، فمشى إليه، فلما علم به سجد لله لكون الشيخ أتى منزله، فلم أخبره الشيخ قال: هم أحرار، وهذه ألف دينار صدقة للفقراء، شكرا لمجئ سيدى إلى منزلى. قد تولى الحكم بقنا من طرف قاضى القضاة بمصر، وتوفى ببلده يوم السبت الثانى والعشرين من شوال سنة أربع وأربعين وستمائة، ودفن بجانب سيدى عبد الرحيم.
[ترجمة الشيخ أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن سيدى عبد الرحيم القنائى]
ومنهم الشيخ أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن سيدى عبد الرحيم القنائى الشريف المشهور، كان من أهل الصلاح والعلم، تفقه على مذهب الإمام الشافعى، واشتغل بالنحو وبقية العلوم، حتى صار إماما تنتفع لناس بعلومه، وكان ذكى الفطنة، يحفظ الكثير فى الزمن اليسير، حتى حكى جمال الدين القنائى أنه كان يحفظ أربعمائة سطر فى كل يوم. وكان أولا يرعى الغنم حتى بلغ سنه سبعا وعشرين سنة، ثم اشتغل بالعلم وله نظم، توفى بقنا سنة ثمانمائة وثمان وعشرين أو ما يقاربها.
[ترجمة الشيخ إسماعيل القنائى]
ومنهم الشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن جعفر المنفلوطى ثم القنائى المالكى، كان من أهل العلم والصلاح، وله مصنفات ورسائل صوفية ورسائل فى الأحاديث والاستدلال ومقالات، توفى بقنا فى شهر صفر سنة ثلاث وخمسين وستمائة ودفن بالجبانة.