ويقصد للزيارة كثيرا سيما للنساء، وله مولد سنوى مشهور يقيم ثمانية أيام آخرها ليلة المعراج الشريف، ويحتفل به ناظره نقيب الأشراف السيد البكرى، وينتقل إليه بعائلته فى بيته المجاور للجامع، ويهتم له أهل تلك الجهة، ويصرف كثير فى المأكول والمشروب، ويركب فى آخر يوم منه شيخ سجادة السعدية برجاله وإشاراته لأجل عمل «الدوسة» وهى أن ينام جماعة من السعدية متجاورين صفا واحدا، ويركب شيخ السجادة فرسا ويدوسهم به من أول الصف إلى آخره ولا يكسر منهم عظما ولا يهشم لحما، ويعمل مثل ذلك فى موالد كثيرة بالمحروسة كمولد النبى ﷺ، ومولد الحنفى، والإمام الشافعى ﵃، ثم استفتى عنها فأفتى العلماء بمنعها فمنع الحاكم منها وأبطلت تلك البدعة والحمد لله على ذلك. ولهذا الجامع أوقاف تحت نظر نقيب الأشراف السيد البكرى تقام منها شعائره، وقد ذكرنا ترجمة الدشطوطى عند ذكر بلدته دشطوط فارجع إليها إن شئت.
[جامع الدمرداش]
هذا الجامع خارج الحسينية، بينها وبين قبه الغورى فى بويتات مسكونة بالأهل. وهو مسجد عامر بريع أوقافه تحت نظر الشيخ عبد الرحيم الدمرداش، وسقف مقصورته قبة قائمة على سبع بوائك، وبه منبر من الحجر ودكة من الخشب، وصحنه كشف سماوى مفروش بالحجر، وفى وسطه ميضأة، وبجوانبه خمسون خلوة للصوفية سفلية وعلوية، وله مئذنة.
ومقام الأستاذ دمرداش عن شمال المنبر عليه مقصورة من الخشب، ويقصده الزوار كثيرا، وله مولد فى شهر شعبان يمكث ثلاثة أيام، وحينئذ يدخل الصوفية الخلاوى متلبسين بالصيام والقيام والأوراد والعزلة عن الناس، متريضين تاركين للشبع والنوم ومخالطة الناس، لا يخرجون إلا للصلاة مع الجماعة، فإذا كان آخر ليلة خرجوا لمجالس الذكر ومصافحة الناس، وهذه عادة جارية إلى الآن.
[ترجمة الدمرداش المحمدى]
فى طبقات الشعرانى: أن سيدى الشيخ دمرداش المحمدى ﵁ أحد جماعة سيدى عمر رويشين بمدينة توريز العجم، كان رحمه الله تعالى على قدم السلف الصالح من الأكل من عمل يده، والتصدق بما فضل. وعمل الغيط المجاور لزاويته خارج مصر والحسينية، فأقام هو وزوجته فى خص يغرسون فيه خمس سنين. قال وقال لى: ما أكلت منه ولا واحدة