للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبر ابن حجر العسقلانى الإمام المؤلّف المشهور الذى عرفت المدرسة به فإن ذاك مدفون فى القرافة كما هو مذكور فى ترجمته عن أبى المحاسن وغيره.

[ترجمة الإمام ابن حجر العسقلانى]

قال أبو المحاسن: إن ابن حجر العسقلانى هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن على ابن محمد بن محمد المعروف بابن حجر الكنانى العسقلانى المصرى الشافعى من مدينة عسقلان، ولد بمصر العتيقة ومات بها، وكان مولده لاثنين وعشرين من شهر شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة من الهجرة. قال: وعائلته من آخر بلاد الجريد فى أرض قابس، ولما مات أبوه ربّاه وصيه فحفظ القرآن، وفى سنة أربع وثمانين حج وعمره إحدى عشرة سنة، واشتغل بالتجارة أوّلا وألف إذ ذاك الشعر، ثم اشتغل بالحديث ودرس على عدة من الأفاضل فى مصر وغيرها وسافر كثيرا فأخذ الحديث بمصر عن شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقينى وغيره، وأخذ الفقه عن الحافظ العراقى وغيره، وتلقى عن الشيخ برهان الدين إبراهيم القنبرى ونور الدين الهيثمى والشيخ تقى الدين محمد بن محمد الديوى، وتلقى دروسا عن المفتى صدر الدين سليمان بن عبد الناصر بمدينة سرياقوس، وسافر إلى الصعيد سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة فأقام بقوص وغيرها من المدن، واجتمع بعدة أفاضل كالشيخ ناصر الدين قاضى هو وابن فراج قاضى قوص، وفى سنة ثمان وتسعين تزوج ببنت كريم الدين بن عبد العزيز ناظر الجيش، وسافر إلى غزة وأخذ عن الشيخ أحمد بن محمد الخليلى، ثم سافر إلى مدينة الرملة وأخذ عن الشيخ أحمد بن محمد العابقى، ثم إلى مدينة الخليل وأخذ عن الشيخ صالح بن خليل بن سالم، ثم إلى القدس وأخذ عن المفتى شمس الدين محمد بن إسماعيل القلقشندى وعن بدر الدين حسن بن موسى وعن محمد بن محمد المنيحى، وفى سنة تسع وتسعين سافر إلى اليمن من طريق الطور، واجتمع عند قرية زبيد بحسين بن على الفارقى وزير الملك الأشرف، الذى تولى الوزارة سنة سبع وثمانين وسبعمائة، وعزل بعدها بأربع سنين ومات سنة إحدى وثمانمائة، وفى سنة ثمانمائة من الهجرة سافر إلى الحج، وبعد سنة رجع إلى مصر وأقام بالقاهرة قليلا، ثم سافر إلى القدس ليتلقى عن أحمد بن خليل بن كيكلدى؛ فلما وصل إلى