وقد كان الريان فرعون يوسف أنعم على إخوة يوسف ووالده ﵇ بأرض جيشن ليقيموا بها، وجعل يوسف ﵇ لوالده مدينة رمسيس؛ لأنها من أخصب أرض مصر، وآثار الزرع الموجودة إلى الآن فى الأرض الواقعة بين القنطرة وقطية، والبرك الواقعة بين رأس الماء والصالحية تدل على أنها كانت من روعة، وكان بها خط يعرف بخط (عرابيا سطروئت) وعلى ما مر عن مترجمى التوراة وعن فلاويوس يوسف من أن يوسف ﵇ تقابل مع والده فى هيروبوليس فى أرض رمسيس، يلزم أن مدينة هيروبوليس كانت فى المحل المعروف: بالوادى فى وقتنا هذا، أو ضواحيه وإلى الآن فى الطريق بين مصر وغزة أثر مدينة قديمة على شاطئ الخليج القديم تعرف: بتل المسخوطة (وهو أبو خشيب).
وقد اتفق أكثر المؤلفين على أنها كانت فى آخر فرع البحر الأحمر وقال هيرودوط: إن من جبل كاسيوس إلى بحر أترترية (البحر الأحمر) ألف غلوة على حسب قياسه على الخرطة من ابتداء كازرون الذى هو كاسيوس فى عبارة استرابون وهو: تل من الرمل داخل البحر قليل الارتفاع وفيه معبد ينسب إلى جوبنير كاسيوس، وفيه قبر بومبيوس كما اتفق على جميع ذلك الجغرافيون، وعلى ذلك فبالبدء من الرأس المار وهو كازرون مع الاتجاه نحو آخر الخليج الذى يقال له فى تلك الأيام: بركة التمساح بحيث يمر على قطية-والمجرة- وأبى العروق-يكون البعد ألف غلوة باعتبار أن الغلوة سبعة/وتسعون مترا أو مائة متر وبتعيين نهاية ذلك الخليج، بالكيفية السابقة، يتعين موقع مدينة هيروبوليس، إذ هى قريبة من نهايته.
[مطلب حفر الخليج الموصل من النيل إلى البحر الأحمر]
قال هيرودوط أيضا: إن أول من شرع فى توصيل النيل إلى بحر أترترية (البحر الأحمر) هو نيكوس، بواسطة حفر خليج منه إليه، وإن داريوس ملك الفرس حفره، مرة ثانية، وطوله مسافة أربعة أيام بالسير فيه، وعرضه يسع