للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى كل هذه الأوقات، كانت العرب تنهب وتسلب، وتقتل فى جميع أنحاء القطر، ولا مانع يمنع، ولا حاكم يردع.

***

[نزول السيل من ناحية الجبل الأحمر وما حصل عقبه من الطاعون]

وفى تلك السنة - أعنى سنة اثنتين ومائتين وألف - تولى إسماعيل باشا كتخدا حسن باشا بعد انفصال عابدين باشا، والأمور على ما هى عليه إلى سنة خمس ومائتين وألف وفيها نزل سيل كثير من ناحية الجبل الأحمر، وامتد فى جهة الجمالية وجامع الحاكم إلى أمد بعيد فى الحارات المجاورة لذلك، وخرب بسببه أكثر خط الحسينية وما جاورها.

وعقب ذلك طاعون أقام ثلاثة أشهر مات فيه إسماعيل بيك شيخ البلد، وأقام خلفه مملوك عثمان بيك طبل، فمال إلى الأمراء القبلية سرا، فدخلوا مصر بجموعهم، فلم يسع من بها من الأمراء إلا الفرار، فاحتاط بهم العرب والعسكر، فقتل من قتل، وفر من فر، ورجع مراد بيك وإبراهيم بيك، وأخذا فيما كانا عليه من السلب والنهب والغدر.

وفى سنة سبع ومائتين وألف، فى زمن محمد باشا عزت الثانى، لم يف النيل أذرعه، فحصل القحط، فأكلوا الميتة والأطفال، ومات الكثير من الخلائق جوعا.

وفى سنة تسع ومائتين وألف، تولى صالح باشا، والأمور على حالها، وعقبه باكر باشا سنة عشر ومائتين وألف، والظلم متسلطن، والخلل عام، للكبير والصغير، والقريب والغريب … من حوادث أملاها الجبرتى، فكان آخرها حضور الدونانمة الفرنساوية ودخولهم أرض مصر، وحصول ما سيتلى عليك إن شاء الله.