فى المقريزى: أن هذا الجامع بالقرافة الصغرى بحرى الإمام الشافعى ﵁.
عمره ناصر الدين بن الحرانى الشرابيشى فى سنة تسع وعشرين وسبعمائة انتهى. وليس له الآن أثر.
[جامع الحريشى]
هو فى بركة الرطلى بين دار الأمير سليم باشا السلحدار ودار الأمير حسين باشا الخازندار.
ويظهر أن هذا الجامع هو الذى عبر عنه المقريزى فى الخطط بجامع بركة الرطلى. وقال:
كان يعرف موضع هذا الجامع ببركة الفول من جملة أراضى الطبالة. فلما عمرت بركة الرطلى أنشئ هذا الجامع، وكان ضيقا قصير السقف، وفيه قبة تحتها قبر يزار وهو قبر الشيخ خليل بن عبد ربه خادم الشيخ عبد المتعال، توفى فى المحرم سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة.
[ترجمة الوزير الصاحب سعد الدين]
فلما سكن الوزير الصاحب سعد الدين إبراهيم بن بركة البشيرى بجوار هذا الجامع هدمه ووسع فيه وبناه هذا البناء سنة أربع عشرة وثمانمائة. وولى البشيرى سنة ست وستين وسبعمائة، وتنقل فى الخدم الديوانية حتى استقر فى الوزارة سنة اثنتى عشرة وثمانمائة، فباشرها بضبط جيد لمعرفته الحساب والكتابة. فلما قتل الناصر فرج صرفه المؤيد شيخ عن الوزارة وقبره بالقرافة انتهى.
وفى ابن إياس: أن هذا الجامع عند بركة الرطلى بالقرب من حدرة الفول. بنى فى دولة الناصر محمد بن قلاوون سنة أربع وأربعين وسبعمائة، ودفن به الشيخ خليل الرطلى، وهو الذى تنسب إليه بركة الرطلى، واستمر على ذلك حتى خرب فجدده البشيرى فى دولة المؤيد شيخ وجعل به خطبة، واستمر على ذلك إلى أن خرب.
وأقام مدة طويلة وهو خراب فجدده القاضى شهاب الدين أحمد بن الجيعان نائب كاتب السر فى سنة خمس وعشرين وتسعمائة، واجتمع به يوم الجمعة من هذه السنة القضاة الأربعة وأعيان الناس، وخطب به قاضى القضاة كمال الدين الطويل الشافعى خطبة بليغة فى معنى إنشاء الجوامع، وبعد الصلاة أحضر ابن الجيعان نحو عشرين زبدية من الصينى فيها سكر طيف بها على الناس وأنشدت القصائد، وقرر فيها حضورا بعد العصر وصوفية انتهى.