للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو الآن متخرب وغير مقام الشعائر، وعلى بابه منقوش فى الحجر كتابة من ضمنها:

بسم الله الرحمن الرحيم ﴿(إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)﴾ الآية (١).

وبه بئر ونخلة واحدة.

[ترجمة قانم التاجر]

وقانم هذا هو كما فى (الضوء اللامع للسخاوى): قانم الجركسى المؤيدى شيخ ويعرف بالتاجر اشتراه المؤيد فى سلطنته فأعتقه وصيره من المماليك السلطانية، ثم صار خاصكيا فى أيام ابنه إلى أن أرسله الأشرف لبلاد جركس لإحضار أقاربه فتوجه ثم عاد فى حدود سنة ثلاثين فأقام دهرا ثم صار من الدوادارية، ثم تأمر إمرة عشرة ثم تأمر على الركب الأول غير مرة وتوجه لمتملك الروم ثم لمتملك العراقيين، ثم جعله أينال من أمراء الطبلخاناه ثم قدمه ثم صار فى أيام المؤيد رأس نوبة النوب، ثم جعله خشداشة الظاهر خشقدم أمير مجلس وعظم جدا ونالته السعادة وقصد فى الحوائج وشاع ذكره وعمر الأملاك الكثيرة، بل أنشأ مدرسة على ظهر الكبش بالقرب من جامع طولون وصار أتابك العساكر، ولم يزل فى ازدياد حتى مات فجأة فى صفر سنة إحدى وسبعين وثمانمائة حين دخوله الخلاء وتحدث الناس فى كونه مسموما وفى غير ذلك، وجهز وأخرج من داره المجاورة للزمامية فى سويقة الصاحب، وصلى عليه بمصلى المؤمنين بحضرة السلطان ومن دنه، ودفن بتربته بالصحراء خارج القاهرة وقد قارب السبعين.

وكان طوالا تام الخلقة مليح الوجه كبير اللحية أبيضها ضخما مهيبا وقورا معظما فى الدول قليل الكلام طالت أيامه فى السعادة وعفا عنه.

[جامع قايتباى بقلعة الكبش]

هذا المسجد بقلعة الكبش له بابان: أحدهما فى الجهة البحرية مكتوب عليه نقرا فى الحجر: أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة سيدنا ومولانا الشريف السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى.

والباب الثانى فى الجهة القبلية وعليه كتابة مثل الأول، وفيه أربعة ألونة بدائرها آيات من القرآن وصحنه مفروش بالرخام الملون، ومنقوش فى الجهة القبلية: أمر بإنشاء


(١) سورة التوبة: ١٨.