الموافقة سنة ١٤٨٤ فى عهد الملك الأشرف المذكور سابقا، وكان هذا البطريرك عالما وله مؤلفات كثيرة فى الدين المسيحى، وكان محسنا على الجميع بدون استثناء استمر فى الرئاسة إحدى وأربعين سنة إلا أربعة أيام وتوفى فى ١١ أمشير سنة ١٢٤٠ الموافقة سنة ١٥٢٤، وفى مدته توفى الملك الأشرف وتولى بعده سبعة ملوك آخرهم الملك العادل طومان باى ابن أخى قانصوه الغورى الذى قتله السلطان سليم خان ملك القسطنطينية، وبموته انقطعت دولة الجراكسة وبطلت السلطنة من مصر وصارت تابعة للمملكة العثمانية، وبعد وفاة البطريرك المذكور استمر كرسى الرئاسة خاليا سنة وثمانية أشهر.
[الخامس والتسعون]
غبرئيل السابع كان يدعى أولا رفائيل وهو من منشاة المحرق وترهب ببرية شيهات، وأقيم بطريركا فى ٤ بابة سنة ١٢٤٢ الموافقة ١٥٢٦ فى عهد السلطان سليمان خان ابن السلطان سليم خان، استقر فى البطريركية ثلاثة وأربعين سنة.
وكان له اهتمام زائد فى عمارة الأديرة فعمر دير الميمون وديرى القديس أنطنيوس الكبير والقديس بولا ببرية العربة بعد دمارهما وعمر أيضا دير المحرق بالوجه القبلى، ولما قام عرب بنى عطية ونهبوا دير القديس بولا وأخربوه وقتلوا راهبا من رهبانه وشتتوا شمل الباقى اجتهد واهتم فى عمارته ثانيا وعمره بالرهبان، وكان مهيبا ذا نفوذ آمر لدى أمته وفى أواخر حياته طالبه متولى الأمر بمصر بما لا يقدر عليه من الغرامة؛ فرحل قاصدا الأديرة ببرية العربة وبينما هو عابر النهر من جهة الميمون توفاه الله فى ٢٩ بابه سنة ١٢٨٥ الموافقة سنة ١٥٦٩، وبعد وفاته لم يوجد له شئ من المال مخلفا عنه لأن إيراداته صرفها بأسرها فى منافع الأمة، واستمر كرسى البطريركية خاليا بعده خمس سنوات ونحو ستة أشهر.
[السادس والتسعون]
يوأنس الرابع عشر وهو من منفلوط وكان راهبا بدير العذراء المعروف بالبراموس ببرية النطرون، أقيم بطريركا فى ٢٢ برمودة سنة ١٢٩٠ الموافقة سنة ١٥٧٤ فى أوائل تملك السلطان مراد خان الأول ابن السلطان سليم الثانى.