راكب عليها رجل واضع إحدى رجليه على جمل والأخرى على الآخر، وإحدى يديه مفتوحة والأخرى مضمومة، ويقال إنه تمثال بومينا، وفيها أيضا تمثال المسيح وزكريا وغيرهما على يمين الداخل، وفى مقابلة هذه التماثيل باب مقفل دائما، وفيها أيضا تمثال العذراء، مغشى بستارتين من الحرير، وكذا تماثيل بعض الأنبياء، وفى خارجها تماثيل أناس أصحاب صنائع مختلفة، وبينهم تاجر رقيق القوام بيده كيس مفتوح من أسفله، وفى وسط الكنيسة قبة تحتها ثمانية تماثيل يقال: إنها صور بعض الملائكة وبجوارها جامع محرابه نحو الجنوب، تدخله المسلمون للصلاة، والأرض التى حول الكنيسة بها كثير من شجر الفواكه، خصوصا اللوز والخرنوب، وكثير من شجر العنب، ومنه يستخرج النبيذ ويرسل إلى مصر.
وفى كل سنة يحضر من الفسطاط ألف دينار إلى الرهبان والعباد المقيمين هناك. انتهى.
[مطلب الطريق من الطرانة إلى وادى النطرون]
والطريق الموصلة إلى وادى النطرون خارجة من ناحية الطرانة، وهى طريق فى أرض صلبة مغطاة بالحصى والزلط المختلف اللون، وقد نسفت الرياح الرمال من هذه الأرض إلى شاطئ النيل، حتى صارت تلولا كثيرة عند ناحية بنى سلامة، وما قاربها إلى حد بعيد، وغطت مقدارا عظيما من أرض الزراعة، وبعد خروج هذه الطريق من الطرانة واستمرارها إلى جهة الغرب الشمالى نحو ساعتين تستقيم عند المحل المعروف برأس البقرة إلى الغرب الخالص، ومن هناك يهبط المسافر إلى محل متخرب يعرف بالقصر مربع الشكل، مبنى من مواد من ضمنها النطرون، وفى كل زاوية من زواياه برج، ويرى على بعد من هذا المحل ثلاثة ديور: دير البرموس وهو دير الروم، ودير الشوام، ودير أنبا