هى ترعة قديمة فمّها خارج من الجانب الغربى إلى البحر الأعظم من شرق دير ناحية البياضية بحرى ناحية الدايرمون بنحو ربع ساعة، وكان عرضها نحو ستين مترا قديما، وهى لمديرية المنية وبنى مزار كالسوهاجية لمديريتى أسيوط وجرجا. وكان يتأخر فى الأقاليم الوسطى أطيان بدون زراعة بواسطة استبحار الترعة المذكورة وتأخير المياه على الأطيان حتى يفوت أوان الزراعة، ففى سنة ١٢٣٧ حين شرع المرحوم أحمد باشا طاهر فى عمل عتب للسوهاجية، شرع المرحوم عبدى كاشف حاكم ولاية الأشمونين فى عمل قنطرة بفم ترعة السبخة، وشرقى ناحية الدير، وبواسطة تلك القنطرة؛ قد اضمحلت الترعة المذكورة، وقلت مياهها، وكثر طميها، وصارت لا تكفى لرىّ نصف حوض الطهنشاوى مع أن طولها ٣٦٠٠٠ متر، وكان عرضها المتوسط خمسين مترا. ولما بلغ النيل ١٩ ذراعا بمقياس الروضة بمصر فى سنة ١٢٤٩، ولم تؤثر المياه فى بواطن حوض الطهنشاوى؛ صار قطع الرصيف باللغم؛ لأجل مرور المياه من البحر من جانبى القنطرة حيث كانت مياه البحر عالية عن مياه الترعة المذكورة خلف القنطرة متران.
وفى سنة ١٢٥١ صار عمل فم مستجد للترعة المذكورة قبلى الفم الذى به القنطرة بنحو أربعة آلاف وخمسمائة متر، بحرى موردة ملوى، وامتدت مبحرة بجوار ناحية نزلة طنينة من شرق وغرب ناحية الديرامون، حتى صبت فى الترعة الأصلية بحرى قناطر الفم السابق ذكرها، وصار تطهير الترعة حسب قديمها. وعرض الفم المستجد نحو خمسة وثلاثين مترا، وارتفاعه نحو خمسة أمتار ونصف، فصارت الترعة المذكورة بعد ذلك مستعدة وكافية لرىّ حوض جريس، وحوض الطهنشاوى وغيرهما، وصار حوض الطهنشاوى والدلجاوى