قال فى خطط مصر للفرنساوية: إن العرب قبل الإسلام كانت تتعامل بقطع من الذهب والفضة غير منتظمة الشكل، اسم كل قطعة مأخوذ من وزنها.
وكانت عند بعض الأمم قطع مربعة الشكل، وعند غيرهم قطع بيضاوية الشكل كما كان ذلك عند أهل الغرب، وكان فى بعض الجهات يستعمل الشكل ذو الأضلاع الأربعة، ومع ذلك كله فإن جميع الأمم مالت من الأصل إلى الشكل المستدير لأنه الأليق خصوصا وأنه ينقص بالاحتكاك أقل من غيره.
وأول من جعل الشكل المستدير لقطع المعاملة الأمير عبد الله بن الزبير وذاك فى سنة أربع وستين من الهجرة، موافقة لسنة ثلاث وثمانين وستمائة من الميلاد.
قال فى كتاب «تيسير الوقوف للمناوى»: لما قام ابن الزبير بمكة ضرب الدراهم مدورة، فكان أول من ضرب الدراهم المستديرة، وإنما كان ما يضرب منها قبل ذلك ممسوحا غليظا قصيرا، فدوّرها ونقش بأحد الوجهين: محمد رسول الله، وبالآخر: أمر الله بالوفاء والعدل.
مع ذلك فلم يتم أمر انتظام الشكل إلا بعد أزمان مديدة لما أتقنت العدد والآلات المتقنة للصنعة، وكانت هذه الحالة جارية أيضا فى البلاد الإفرنجية والرومية.