وهناك بداخله تربتان إحداهما تربة من الرخام مكتوب بدائرها آية الكرسى، وبأسفل المسجد جملة من خلاوى الصوفية، وله ميضأة ومرافق وبه صهريج صغير وهو الآن غير مقام الشعائر.
وقال النابلسى فى رحلته: وسرنا إلى أن دخلنا جامع الشيخ شاهين الدمرداشىّ نسبة إلى الشيخ دمرداش المحمدى لأنه كان رفيقه واشتهر به، وقد أخذ الشيخ شاهين المذكور عن الشيخ أحمد بن عقبة اليمنى وحسين جلبى المدفون بزاوية الشيخ دمرداش وعن الشيخ عمر الروشنى واشتهر بالصلاح، وكان كثير المكاشفة للناس وكان يغتسل لكل صلاة.
مات سنة أربع وخمسين وتسعمائة ودفن فى زاويته بسفح الجبل، وبنى السلطان عليه قبة ووقف عليه أوقافا، كذا ذكره المناوى فى طبقاته.
ثم قال النابلسى: فدخلنا مزاره ورأينا مقامه فى ذلك الجامع يطل على مزارات القرافة المباركة، وفيه منبر ومحراب لإقامة صلاة الجمعة. وهناك ثلاثة قبور:
القبر الكبير قبر الشيخ شاهين وبجانبه قبر ولده الشيخ جمال الدين، ثم قبر ولد ولده الشيخ محمد شاهين. فوقفنا هناك وقرأنا الفاتحة ودعونا الله تعالى انتهى باختصار.
[جامع الشرايبى]
هذا الجامع بشارع بركة الأزبكية بالقرب من الرويعى.
أنشأه الشرايبى سنة خمس وأربعين ومائة وألف، وهو قائم على ستة أعمدة من الرخام، وله ساقية تملأ منها حنفيته وميضأته ومرافقه، وفيه ضريح الشيخ على البكرى فلذا عرف بجامع البكرى، وشعائره مقامة من طرف الأوقاف، وفوق مطهرته ومرافقه ربع موقوف عليه انتهى.
[ترجمة الشرايبى]
وفى الجبرتى: أن الشرايبى هذا هو الأجلّ الأمثل الخواجا الحاج قاسم بن الخواجا المرحوم الحاج محمد الداده الشرايبى من بيت المجد والسيادة والإمارة والتجارة.
وسبب موته: أنه نزلت بأنثييه نازلة فأشاروا عليه بفصدها وأحضروا له حجّاما ففصده فيها بمنزله الذى خلف جامع الغورى، ثم ركب إلى منزله الذى بالأزبكية فبات تلك الليلة وحضر له المزين فى ثانى يوم ليغير له الفتيلة فوجد الفصد لم يصادف المحل