وقد اشتهرت طريقته وكثرت أتباعه كثرة تفوق العدّ ولا تدخل تحت الحدّ وصار يعمل له مولد كل سنة فيجتمع فيه خلق لا يحصون وتنصب الخيام الكثيرة خارج الحسينية ويمكث ثمانية أيام توقد فى لياليها الشموع والغازات وتأتى إليه الذبائح وأنواع المأكولات من البلاد ومن المحروسة وتكون الناس فيه أصنافا كما هو شأن الموالد.
[(ب ورت سعيد)]
اسم مركب تركيبا إضافيا من كلمة بورت بباء فارسية تحتها ثلاث نقط فواو فراء مهملة فمثناة فوقية وهى كلمة فرنساوية معناها المينا ومن كلمة سعيد العربية التى جعلت علما على حاكم مصر المرحوم محمد سعيد باشا نجل العزيز محمد على فمعنى بورت سعيد فى الأصل مينا سعيد، وهو علم على مدينة جديدة حدثت فى زمن المرحوم سعيد باشا المذكور فأضيفت إلى اسمه واقعة فى أوّل الخليج المالح المسمى قنال السويس الذى وصل البحر الأحمر بالبحر الأبيض، وهى فوق البحر الأبيض فى غربى مدينة الطينة القديمة بثمانية وعشرين ألف متر كان ابتداء ظهورها فى سنة ١٨٥٩ ميلادية وهى توافق سنة ألف ومائتين وسبع وسبعين/هجرية بعد أن تعين خط سير القنال بما صار من الاستكشافات الهندسية وكانت أرضها التى هى عليها الآن قطعة من بحيرة المنزلة ما عدا جزأ قليلا منها، وهو الجزء القريب من البحر بطول الشارع العمومى الذى أوله من مبدأ المولص الغربى، فإنه كان من ضمن ساحل البحر فجعل عليه أولا خمسة مساكن من الخشب لسكنى المنوطين بمزاولة الأعمال هناك وأنشئ جهاز بخارى لتقطير المياه الملحة وتحليتها حتى تكون صالحة للشرب وفنار للتنوير وفرن للخبز وبعد قليل فى داخل السنة أسس ثلاثة مساكن من الخشب أيضا أقيمت على خوازيق من الخشب المتين لإقامة مأمورى الأشغال.
وبعد مضى عام كامل من ذلك أجروا إدارة كراكتين فى محل القنال لحفر الطين من قعر الماء، وما كان يخرج من الطين والتراب، كان يطرح فى الأماكن المنخفضة لأجل ردمها، وكل ما ردم منها وصلح للبناء عليه تبنى عليه مساكن للشغالة والبياعين فكان كلما ظهرت أرض ظهرت عليها المساكن، حتى كان بها فى سنة ألف وثمانمائة وثلاثة وستين ميلادية مائة وخمسون بيتا غير مائة وخمسين عشة واسبتالية للمرضى، وكنيسة صغيرة للكاثوليكيين، وأخرى لليونان، ومسجد للمسلمين يدعى قديما بجامع