للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه المدرسة المباركة مولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى عز نصره وختم بالصالحات أعماله، وكان الفرغ من ذلك فى شهور سنة سبع وثمانين وثمانمائة.

وبه خلا للصوفية ومنبر ودكة وفى قبلته عمودان من الرخام، وبأعلاها نقرا فى الحجر:

بسم الله الرحمن الرحيم. وله منارة عليها هلال من نحاس وله مطهرة ومرافق.

وهو مقام الشعائر، وله أوقاف يصرف عليه من ريعها، وبجواره سبيل تبع له وبجوار السبيل أثر حوض كبير متهدم.

[جامع قايتباى بالروضة]

هذا المسجد بمنيل الروضة كان يعرف بجامع الفخر ثم عرف بجامع المقس.

ثم لما جدده الملك الأشرف قايتباى عرف به، وعمله أولا برسم مدرسة كما فى النقوش التى على بابه فإن فيها نقرا فى الحجر: «بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بإنشاء هذه المدرسة المعظمة مولانا ذو المقام الشريف السلطان المالك الملك الأشرف أبو النصر قايتباى عز نصره سلطان الإسلام والمسلمين محيى العدل فى العالمين ناصر شريعة سيد المرسلين وباقى الكتابة قد ذهب.

وهو مبنى بالحجر الآلة ويشتمل على إيوانين كبيرين وآخرين صغيرين، وبأعلى قبلته نقشا فى الحجر: ﴿(قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ)(١)، وبه خلوتان وبصحنه شجرة لبخ وميضأة من داخل مكتوب على بابها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿(إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)(٢)، ومنارته بثلاثة أدوار، وبه مكتب لتعليم الأطفال وشعائره مقامة وله أوقاف تحت نظر الديوان.

وفى حوادث سنة ست عشرة ومائتين وألف من تاريخ الجبرتى: أن هذا الجامع احترق هو وما حوله زمن الفرنسيس بسبب أن الفرنسيس كانوا يصنعون البارود بالجنينة التى بجواره وجعلوه مخزنا لما يصنعونه، ثم لما ذهبوا تركوا به جملة من البارود وجانبا من الكبريت فى أنخاخ فدخل رجل من الفلاحين معه غلام وبيد الرجل قصبة يشرب بها الدخان، ففتح ظرفا من ظروف البارود ليأخذ منه شيئا ونسى القصبة بيده فأصابت


(١) سورة البقرة: ١٤٤.
(٢) سورة النمل: ٣٠.