إليها من البلينا فى طريق وسط أرض الزراعة، وفى أيام النيل يركب جسر برديس المبتدأ من البحر إلى الجبل، والمسافة ثلاث ساعات، وفيه قناطر يقال لها قناطر يعقوب، عندها ينعطف المسافر إلى الجهة الجنوبية نحو ساعة فيصل إلى العربات، وذكر استرابون أن ألواح الأول من الثلاث واحات التى فى صحراء الليبيا فى مواجهة مدينة أبيدوس على مسافة سبعة أيام.
[العريش]
قال المقريزى فى خططه: العريش مدينة فيما بين أرض فلسطين وإقليم مصر، وهى مدينة قديمة من جملة المدائن التى اختطت بعد الطوفان، قال الأستاذ إبراهيم بن وصيف شاه: إن مصرايم بن بيصر ابن حام بن نوح ﵇ كان غلاما مرفها، فلما قرب من مصر بنى له عريشا من أغصان الشجر، وستره بحشيش الأرض، ثم بنى له بعد ذلك فى هذا الموضع مدينة وسماها درسان، أى باب الجنة، فزرعوا وغرسوا الأشجار والجنان من درسان إلى البحر، فكانت كلها زروعا وجنانا وعمارة، وقال آخر: إنما سميت بذلك لأن بيصر بن حام ابن نوح تحمل فى ولده وهم أربعة ومعهم أولادهم فكانوا ثلاثين، ما بين ذكر وأنثى، وقدم ابنه مصر بن بيصر أمامهم نحو أرض مصر حتى خرج من أرض الشام، فتاهو أو سقط مصر فى موضع العريش، وقد اشتد تعبه ونام، فرأى قائلا يبشره بحصوله فى أرض ذات خير/ ودر وملك وفخر، فانتبه فزعا فإذا عليه عريش من أطراف الشجر، وحوله عيون ماء، فحمد الله وسأله أن يجمعه بأبيه وإخوته، وأن يبارك له فى أرضه فاستجيب له، وقادهم الله إليه فنزلوا فى العريش وأقاموا به، فأخرج الله لهم من البحر دواب ما بين خيل وحمير، وبقر وغنم