للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان فى بحرى دار السادات المذكورة دار على أغا كتخدا الجاوشية، ومحلها الآن عربخانة السادات وما بجوارها وكانت دار على أغا هذه بجوار دار الست سلن التى هى اليوم دار الأمير خليل باشا بيامى (١).

[[ترجمة إسماعيل بك زوج الست سلن]]

وذكر الجبرتى فى تاريخه أن الست سلن هذه تزوجها إسماعيل بيك الصغير أخو على بيك المعروف بالغزاوى، وكان هو وإخوته خمسة وهم: على بيك، وإسماعيل بيك هذا، وسليم أغا المعروف بتمر لنك، وعثمان، وأحمد، فلما تأمر على بيك كان إخوته الأربعة بإسلامبول، وكانوا مماليك عند بشير أغا القزلار وأعتقهم، فلما تسامعوا بإمرة أخيهم فى مصر حضر إليه إسماعيل وأحمد وسليم، واستمر عثمان بإسلامبول، فعمل إسماعيل كتخدا عند أخيه على بيك، وعمل سليم خاز ندارا عند إبراهيم كتخدا أياما، ثم قامت عليه مماليكه وعزلوه لكونه أجنبيا عنهم، ثم صار لهم إمرة وبيوت وإقطاعات.

وتزوج اسماعيل بيك ابنة رضوان كتخدا الجلفى المسماة بفاطمة هانم، وسكن معها فى دارها العظيمة بالأزبكية، وصار من أرباب الوجاهة، ثم لما استقر محمد بيك أبو الذهب بملك مصر وزّره وجعله كتخداه مدة، وتزوج بالست سلن محظية رضوان كتخدا بعد موت أخيه على بيك زوجها، وكان بيتها بجوار بيت على كتخدا الجاويشية بدرب السادات. ثم بعد ذلك ماتت زوجته فاطمة هانم، فباع بيتها الذى بالأزبكية لمخدومه محمد بيك أبى الذهب، وبنى داره المجاورة لبيت الصابونجى، وصرف عليها أموالا جمّة، وأضاف إليها البيت الذى عند باب الهواء المعروف ببيت المرحوم الشرايبى، وسكنها مدة، وزوّجه محمد بيك سرية من سراريه أيضا، ثم باع تلك الدار لأيوب بيك الكبير، وسافر إلى إسلامبول بأمر مخدومه محمد بيك بهدايا وأموال للدولة ومكاتبات بطلب ولاية مصر والشام، فأجيب إلى ذلك، وكتبت له التقاليد وأعطوه رقم الوزارة، وتم الأمر وأراد المسير إلى مخدومه يهنئه بذلك فورد الخبر بموته، فبطل ذلك ورجع المترجم إلى مصر وأقام بها فى ثروة، وتقلد الصنجقية وصار له الحل والعقد، فاغتر بذلك، فحقد عليه الأمراء وقتلوه وذلك فى سنة إحدى وتسعين ومائة وألف-كما هو مذكور فى ترجمته من الجبرتى. (انتهى).


(١) فى الطبعة الأولى «ميامى»، والتصحيح لأحمد تيمور.