وفى الأصل كانت الشروط على عمل رصيف من الصخور الصناعية، فى دائر المينا الداخل من جهة المولص من جهة البر، لكن صار الرجوع عنه بعد الشروع لما ظهر فيه من الصعوبات وزيادة المصاريف، لأنه ظهر أن أرض قاع المينا مغطاة بطبقة كثيفة من الطمى والطين، فكان كلما زاد ارتفاع المولص هبط، فخيف من وقوع الرصيف بعد إتمامه إن بنى على الدبش، كما هو التصميم الأول، وإن صار نزح الطين والطمى ووضع أساسه على الأرض الصلبة زاد الصرف، وبلغ قدر المقرّر فى الشروط مرتين، فمن بعد المداولة فيما يلزم حصل الاتفاق بين الحكومة والشركة على استعواض الرصيف بأسكلة من الحديد، تتكئ على أعمدة تصل إلى الأرض الصلبة، ويملأ فارغها بالخرسانة، لتحمل الأسكلة المعدّة للشحن والتفريغ.
[مطلب السكة الحديد على أرصفة المينا]
ومما تقرر عمله أيضا بالشركة سكة حديد على الأرصفة والمولص، وعيارات لتسهيل شحن وتفريغ المثقلات، ومخازن للبضائع التجارية.
وكان البدء/فى هذا العمل فى شهر مايه (١) الإفرنجى سنة ١٨٧٠ ميلادية، وأوّل حجر رمى فى الأساس كان فى ١٥ من الشهر المذكور، واجتمع له محفل شامل حضره ولى النعم وأنجاله، والذوات الفخام والعلماء الأعلام، والأحبار العيسويون، والروم، واليهود، ووجوه التجار، ووكلاء الدول المتحابة، وعمل فى ذلك اليوم ألعاب وشنك، وهو وإن تحدد لإنتهائه تاريخ سنة ١٨٧٦ ميلادية.