ومدينة عيذاب فى محل مدينة بيرنيس القديمة، التى وضعها بطليموس فيلودو الفرس على البحر الأحمر، بينها وبين القصير القديم ألف وثمانمائة غلوة كما فى البيريل، وقد تقدم الكلام عليها فى (حرف الباء)، وفى صحرائها يوجد معدن الزمرد ومعدن النحاس، وقد بسطنا الكلام على ذلك فى (حرف الصاد) مع بعض ما يتعلق بعيذاب، وفى:«تقويم البلدان» لأبى الفداء: قد اختلف فى عيذاب، فبعضهم يحد ديار مصر على وجه تدخل فيه وهو الأشبه، لأن الولاية فيها من مصر، وهى من أعمال مصر حقيقة، وبعضهم يجعلها من بلاد البجاة، وبعضهم يجعلها من بلاد الحبشة، وهى فرضة لتجار اليمن والحجاج الذين يتوجهون من مصر فى البحر، فيركبون من عيذاب إلى جدة، قال ابن سعيد: وعرض البحر بين عيذاب وجدة درجتان، وهى أشبه بالضيعة منها بالمدن. انتهى.
[ترجمة ابن قلاقس]
وفى تاريخ:«وفيات الأعيان» للقاضى أحمد بن خلكان أن ابن قلاقس الشاعر توفى بعيذاب سنة سبع وستين وخمسمائة، وكانت ولادته بثغر الإسكندرية سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وهو أبو الفتوح نصر الله بن عبد الله بن مخلوف بن على بن عبد القوى بن قلاقس اللخمى الأزهرى الإسكندرى القاضى الأعز، كان شاعرا مجيدا وفاضلا نبيلا، ومن شعره قصيدة قصد بها القاضى الفاضل عبد الرحيم مجير الدين بن الأشرف بهاء الدين، أولها:
ما ضر ذاك الريم أن لا يريم … لو كان يرثى لسليم سليم