وهناك سبيل يقال إنه من وقف السلطان قلاوون جدّد بعد تخربه فى سنة إحدى وسبعين ومائة وألف، وهو عامر بنظر الأوقاف.
وهذا الشارع الآن معد لبيع القطن والمفروشات ينصب به سوق كل يوم من أول النهار إلى وقت الزوال، وكان قديما يعرف بسوق الحدّادين والحجّارين، ثم عرف أخيرا بسوق الأنماطيين. قال المقريزى: عند الكلام على مسالك القاهرة وشوارعها: إن السالك من باب زويلة طالبا الغورية يجد على يسرته الزقاق المسلوك فيه إلى سوق الحدادين والحجارين المعروف اليوم بسوق الأنماطيين. (انتهى).
[[حارة الأشراقية أو المحمودية]]
ويؤخذ من كلامه أيضا أن حارة الأشراقية هى المعروفة قديما بالمحمودية حيث قال عند الكلام على درب الصفّيرة (بتشديد الفاء)؛ هذا الدرب بجوار باب زويلة، وهو من حقوق حارة المحمودية، وكان نافذا إليها، وهو الآن غير نافذ، وأصله درب الصفيرا (تصغير صفرا) هكذا يوجد فى بعض الكتب القديمة، وقد دخل بجميع ما كان فيه من الدور الجليلة فى الجامع المؤيدى. (انتهى).
ثم قال: والمحمودية عرفت بطائفة من طوائف عسكر الدولة الفاطمية كان يقال لها الطائفة المحمودية، وقد ذكرها المسبحى فى تاريخه مرارا، ثم قال: وفى متجددات سنة أربع وتسعين وخمسمائة والسلطان يومئذ بمصر الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين قد تتابع أهل مصر والقاهرة فى إظهار المنكرات وترك الإنكار لها وإباحة أهل الأمر والنهى فعلها، وتفاحش الأمر فيها إلى أن غلا سعر العنب لكثرة من يعصره، وأقيمت طاحون بالمحمودية لطحن حشيشة للبزر، وأفردت برسمه، وحميت بيوت المزر، وأقيمت عليها الضرائب الثقيلة، فمنها ما انتهى أمره فى كل يوم إلى ستة عشر دينارا، ومنع المزر البيوتى ليتوفر الشراء من مواضع الحمى، وحملت أوانى الخمر على رؤوس الأشهاد وفى الأسواق من غير منكر، وظهر من عاجل عقوبة الله تعالى وقوف زيادة النيل عن معتادها وزيادة سعر الغلة فى وقت ميسورها. (انتهى).
هذا آخر ما تيسر لنا من الكلام على وصف شارع سوق المؤيد وحارة الأشراقية قديما وحديثا.