وفى زمن الصيف يكون هناك حر شديد، يحمل الطارئين عليها على الاقتصار على لبس ثياب رقيقة بيض، وذلك لبس أهل تلك الجهة دائما، ويتلفعون بفوط خفيفة صيفا وشتاء، ولأكثرهم منازل بناحية حطملو خارج المدينة بنحو ستة آلاف متر، بجوار أم كلو، يبيتون بها أيام شدة الحر.
وتولون جزيرة يوصل إليها الجسر المذكور، فيها القصر الذى أنشئ وقت أن كان أراكيل بيك محافظا بمصوع، وفيها منازل بعضها من الطوب وبعضها من حطب الجبال، وبعضها مسقف بالحصر-المسماة بالخسف-وبعضها بحزم الحشيش المربوطة بحبال منها، وتسمى تلك الحشائش بالمونة. ويتوصل إلى تلك الجزيرة بجسر آخر طوله نحو ألف ومائتى متر.
وتجاه مصوع من جهة الشمال جزيرتان. تسمى إحداهما، بعبد القادر، باسم صاحب ضريح هناك يعتقدونه، وعنده مقابر الأمراء الذين يتوفون بمصوع، وهناك دفن جمالى باشا سوارى، وأبو محمد على الحربى. والأخرى، تسمى بالجرار، وفيها كانت توضع ذخائر الجردة، وفيها إحدى الطابيتين المذكورتين، وعمل فيها صهريج كبير يسع نحو عشرة آلاف قربة ماء، ومخزن للفحم كانت توضع فيه الذخائر فى مدة الحصار.
وفى الجهة القبلية جزيرة أخرى تسمى جزيرة الشيخ سعيد، باسم صاحب ضريح بها، وفيها مدافن أهل البلد الآن، وفى الجهة الشرقية للبلد مدافنهم القديمة عند الطابية العتيقة. وهناك كنيسة كتلوكية بها نحو ثمانية رهبان، وترد عليها الرهبان الآتون من بلاد الحبشة/أو الذاهبون إليها.
وفى جنوب مصوع على مسافة ساعتين بلدة تسمى حرقيفو، وبجوار الجبل المشهور بجبل جدة.
[[الطريق من مصوع إلى الحبشة]]
قال: «وقد مكثت بهذه المدينة نحو شهر مع رفقتى، وعملنا الخريطة اللازمة لتلك الجهة بسواحلها ومينها منفصلة. ثم من هناك توجهنا فى رسم طريق مسار الجيش إلى الحبشة.