ثم إذا كنت بالقرب من القبر الطويل وبآخر سكة السيدة نفيسة تجد عن يسارك على بعد ثلاثين مترأ تقريبا قبة قديمة يقال إنها معبد السيدة نفيسة ﵂ وقال السخاوى:
وهذا القول لا اعتماد عليه، ولا صحة له، ولم يذكر هذا الموضع أحد من علماء المشايخ وأهل الأنساب.
وقال صاحب «المصباح» ثم تجد المشهد المعروف بمشهد القاسم، وفيه قبة كبيرة كتب عليها العوام «القاسم بن الحسين بن على بن أبى طالب»، وذلك غير صحيح لأن الحسين ﵁ لما قتل لم يبق بعده إلا زين العابدين، ويحتمل أنه يكون من ذرية الحسين.
وبهذه القبة قبور أخر لا تعرف، وبها أيضا قبر السيدة الشريفة نفيسة بنت زيد عمة السيدة نفيسة بنت الحسن. وقال صاحب «الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة»: قبرها بالمراغة معروف مشهور، ولقد غلط من قال إنها نفيسة بنت الحسن الأنور، وقال بعضهم إن نفيسة بنت زيد المذكور كانت زوجة الوليد بن عبد الملك بن مروان وهو خليفة، فيحتمل أنه طلّقها، وأنها وردت إلى مصر، وتوفيت بها، وقال بعضهم إنها ماتت فى عصمته، ولم يثبت أين ماتت بمصر أو بالشام أو غيرها، ولكن دخولها مصر غير مشهور. وزيد هذا كان يعرف بالأبلج بن الحسن السبط ابن الإمام على ابن أبى طالب - رضى الله تعالى عنهم. (اهـ. ملخصا).
ثم بعد شارع البلاسى - المتقدم الذكر - التكية المعروفة بتكية السيدة نفيسة لقربها من مسجدها. كان أصلها مدرسة تعرف «بمدرسة أم السلطان» أنشأها الملك المنصور قلاوون فى سنة اثنتين وثمانين وستمائة برسم أم الملك الصالح علاء الدين على ابن الملك المنصور قلاوون وتخربت هى وما حولها. ثم فى سنة ثمانين ومائتين وألف سكنها جماعة من العجم، وأجروا فيها عمارة، وجعلوا بها مساكن، وغرسوا بها أشجارا، وهم ساكنوها إلى اليوم، والصرف عليها جار من جهة الأوقاف.
[قبة الأشرف خليل]
وفى الجهة القبلية لهذه التكية قبة الأشرف، وهى من المبانى الفاخرة، بدائرتها كتابة منقوشة فى الحجر. أنشأها الملك الأشرف خليل ابن الملك المنصور قلاوون، ولما قتل دفن بها.