هى عبارة عن عدة نجوع من قسم المنشأة بمديرية جرجا، واقعة فى وسط الحوض بين البحر والجبل، فى غربى العسيرات وجرجا إلى ناحية الشمال، ولا يتوصل إليها من زيادة النيل إلا فى المراكب، وبها نخيل وبستان أنشأه المرحوم عليوة أغا أبو كريشة، وعليوة أغا المذكور ابن أحمد أغا أبى كريشة الشهير، كانت والدته جارية سوداء، ولذلك كان أسود كالعبد، وولى نظارة قسم جرجا وبرديس فى زمن العزيز محمد على وفى زمن المرحوم عباس باشا، وكان والده ناظر قسم قبله فى أول جعل نظار الأقسام من أولاد العرب سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، وكان له شهرة فى الكرم، وكان إذا ركب يركب خلفه كثير من عبيده، وبلغت زراعته نحو ستة عشر ألف فدان، ومثله فى الشهرة بل أشهر منه عبد الله أبو فواز بناحية العسيرات، وفى تلك المديرية أيضا قرية تسمى عرابة أبى ذهب، وهى مثل عرابة أبى كريشة، وأصل أهلهما واحد وعوائدهم متحدة.
[العربات المدفونة]
هذه المدينة كانت قديما من أعظم مدن الأقاليم القبلية، فكانت تلى فى العظم مدينة طيبة التى بقيت دهرا طويلا تختا للديار المصرية، وكانت تسمى فى الأزمان السابقة «أبيدوس» وذكر استرابون أنه كان بها سراية لميمون مثل التى كانت له فى مدينة طيبة، وكانت موضوعة على اعوجاج فى النيل بعيدة عنه فى داخل الأرض آخر أرض الزراعة تحت جبل ليبيا، والماء يصل إليها من فرع كان فمه فى الصعيد