للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملون وبها قبلة صغيرة وعلى دائرها منقوش فى الحجر:* (بسم الله الرحمن الرحيم

﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾ إلى آخر الآية، وبأعلاها خلوتان، وفيها خزن ودواليب لبعض المجاورين، ويجلس بها بعض المؤدبين لتعليم الأطفال، وبداخلها مدفن منشئها جوهر القنقبائى.

[ترجمة جوهر القنقبائى]

قال السخاوى فى كتابه الضوء اللامع لأهل القرن التاسع: جوهر القنقبائى نسبة لقنقباى الجركسى الطواشى الحبشى الخازندار الزمام بالباب السلطانى، أنشأ هذه المدرسة عند باب السر لجامع الأزهر من الجهة البحرية، وفتح لها شباكا فى جدار الجامع، وأفتاه بذلك جماعة وامتنع العينى من الفتوى وحط عليه فى تاريخه، وكان بناؤه لها فى أواخر عمره، ولما قرب فراغها مات فدفن بها وذلك فى ليلة الاثنين مستهل شعبان سنة أربع وأربعين وثمانمائة آخر يوم من كيهك وقد جاوز السبعين، وسبب موته أنه حصل له فى موضع مباله دمل حصل عنه الإراقة، ثم فتح فتألم شديدا وكوّن فى موضع آخر فأقام بذلك نحو شهرين ثم مات.

ومن مآثره الدار التى بدرب الأتراك بالقرب من جامع الأزهر، ومن أمره أنه بعد موت سيده خدم عند العلم بن الكويز فسار عنده سيرة حسنة؛ لأنه كان يحب أهل القرآن ويدرسه ويقرب أهله ويتدين ويتعفف فعظم بذلك قدره عنده، وبعد موته اتصل بالأشرف بواسطة سميه جوهر اللالى فاستخدمه فى باب السلطان وقربه بعقله وسكونه وتدينه، ثم استقربه فى الخازندارية عوضا عن خشقدم لانتقاله للزمامية فباشرها مباشرة حسنة، وتزاحم الناس على بابه وصار يقضى حاجة من ينتمى إليه، ويتقرب من السلطان بتحصيل الأموال من وجوه أكثرها لا يحل ويظهر التبرى والإنكار، وهو السبب الأعظم فى ضرر التجار ورخص بضائعهم وبقوا على البلاء نحو عشر سنين، وبعد الأشرف أضيفت إليه وظيفة الزمام عوضا عن فيروز الجركسى بمسافرة خوند البارزية، وكان له قريب من الحبوش فأسكنه فى دير عند بساتين الوزير فعمره وصار هو ومن معه يتظاهرون بجاهه بمالا يليق فالله أعلم بسريرته، وقد نزل له الكمال البارزى عن قضاء دمياط حين سافر لقضاء دمشق فاستقر فيه وصار يستأجر الأوقاف بالنزر اليسير، وكان يستأجر القرية بخمسين دينارا وهى تغل أزيد من مائة، ويصرف أجرتها على حساب صرف الدينار بأحد عشر درهما وربع درهم وزنا وهو يساوى أربعة عشر درهما وربعا، ثم يبيع عليهم بذلك عسلا بثلاثين درهما وهو يساوى عشرين ونحوها، ومن خالفه فى شئ لا يأمن على نفسه ولا ماله، وفى بعض الأحيان يمتنع من صرف الأجرة