للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالأصباغ. وبداخل المسجد ضريح الشيخ صالح أبى حديد عليه تركيبة من الرخام النفيس من داخل مقصورة من النحاس تعلوها قبة مرتفعة مصفحة من الخارج بألواح الرصاص وعليها هلال من نحاس، ومكتوب بدائرها بماء الذهب سورة تبارك الملك وبوسطها من أعلى سورة الإخلاص وأسماء الصحابة العشرة ، أرضها مفروشة بالرخام وشبابيكها من الحديد الفرمة مثل شبابيك المسجد، ومكتوب على بابها بماء الذهب:

﴿(أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(١).

وجميع المسجد من الخارج بالحجر وبدائره من أعلى شرفات من الحجر، وله منارة بدور واحد عليها هلال من نحاس.

ويعمل له حضرة كل ليلة أربعاء ومولد كل سنة فى شهر شعبان، وأنشأ الخديو المذكور أيضا تجاهه من الجانب الآخر من الشارع سبيلا عظيما يعلوه مكتب كبير فى غاية الظرافة، ورتب فيه أطفالا ومؤدبين ومعلمين للفنون التى تقرأ فى المدارس، وجعل وجه السبيل جميعه بالرخام وجعل له ثلاثة شبابيك من الحديد المذهب ونقش دائرها بماء الذهب فى الرخام آيات من القرآن، وبجوار شبابيك السبيل لوحان من الرخام بهما تاريخ سنة أربع وثمانين. وبدائر السبيل من الخارج رفرف بكرنيش من الخشب منقوش بماء الذهب وأرضه مفروشة بالترابيع الرخام. وقد وقف على المسجد والسبيل وتوابعهما أوقافا منها بجواره حوانيت وربوع.

[ترجمة الشيخ صالح أبى حديد]

وكان الشيخ صالح أبو حديد طريحا لا يقوم ولا يتكلم إلا بألفاظ مقطعة، وكان معتقد الكثير من الناس وينكبون على زيارته والاستفتاح بإشاراته الكلامية ويقفون عندما يفهمون من ذلك فى مهماتهم، وكان أكثر زوّاره النساء فلا يكاد يخلو محله من ازدحامهن وهو ملقى على ظهره ويستنشق فى أنفه كثيرا

وكان للخديو إسماعيل باشا فيه اعتقاد واستبشر بإشارته مرة وحصل ما فهم من إشارته فازداد حبه فيه، ولما مات اعتنى به وجدد له هذه الخيرات الجمة.


(١) سورة يونس: ٦٢.