خانا كبيرا يحتوى على حواصل وطباق وحوانيت وعدتها أربعون، وأنشأ فوق السبيل وبعض الحوانيت زاوية لطيفة يصعد إليها بدرج عوضا عن الجامع، ثم انتقل إلى جهة الخرنفش بخط الامشاطية فأخذ الأماكن والدور وهدمها واجتهد فى تعميرها كذلك، وكان يطلب رب المكان ليعطيه الثمن فلا يجد بدا من الإجابة ليدفع له ما سمحت به نفسه إن شاء عشر الثمن أو أقل أو أزيد بقليل بعد الشفاعة أو واسطة خير، وإذا قيل له إنه وقف لا مسوغ لاستبداله لعدم تخربه أمر بتخريبه ليلا، ثم يأتى بكشاف القاضى فيراه خرابا فيقضى له، ويثقل عليه لفظة وقف. ويقول: إيش يعنى وقف؟ وإذا كان على المكان حكر لجهة وقف أصله لا يدفعه ولا يلتفت لتلك اللفظة أيضا ويتمم عمائره فى أسرع وقت لعسفه وقوة بأسه على أرباب الأشغال والمؤنة، وكان لا يطلق للفعلة الرواح بل يحبسهم على الدوام ويوقظونهم من آخر الليل بالضرب ويبتدئون فى العمل من/وقت صلاة الشافعى إلى قبيل الغروب حتى فى شدة الحر فى رمضان، وإذا ضجوا من الحر والعطش أمرهم مقدم العمارة بالشرب وأحضر لهم السقاء يسقيهم، وظن أكثر الناس أن هذه العمائر لمخدومه لكونه لا يستمع شكوى أحد فيه.
وقال فى موضع آخر: أنه أنشأ بستانا كبيرا بناحية انبابة وسوره وبنى قصرا وأسواقا وأخذ يهدم أبنية من الوكائل والدّور، وينقل أحجارها وأنقاضها فى المراكب ليلا ونهارا إلى البر الآخر لأجل ذلك.
ومن إنشائه الجامع الأحمر الذى بالأزبكية. انتهى.
وكانت وفاته كما فى كتاب وقفيته سنة نيف وستين ومائتين وألف ويقال: إنه ابن فيض الله أزكى كولى تابع قضاء صارى شعبان.
[جامع السيدة سكينة]
هذا المسجد بخط الخليفة عن شمال الذاهب من الصليبة إلى القرافة الصغرى.
أنشأه الأمير عبد الرحمن كتخدا سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف، ثم أجرى فيه - المرحوم عباس باشا رحمة الله تعالى عليه - عمارة، وله ثلاثة أبواب غير باب الميضأة: