وفى شمالها فى أرض المزارع ضريح الشيخ منصور بلا قبة أيضا، وفيها وابوران أحدهما ثابت والآخر كومبل، ولنا فيها دوار أوسية، وفيها باعة يبيعون الخضر والفسيخ ونحو ذلك، ونواتيه ونجارون ومكتب لتعليم القرآن. وجبانتها فى جهتها الجنوبية، وحاراتها أربعة ممتدة من الشرق إلى الغرب على استقامة واحدة، وليس فيها من الأشجار إلا نخلتان، وكان يعمل بها كل سنة ليلة لسيدى أحمد البدوى ثم بطل ذلك من سنين.
[ترجمة المؤلف سعادة الأمير على باشا مبارك]
يقول جامع هذا الكتاب على باشا مبارك:
«حيث إنا قد التزمنا عند الكلام على كل بلد ذكر من نشأ منها أو تربى بها أو مات أو دفن فيها، ممن لهم ذكر أو شهرة بأمر مهم من خير أو غيره، أو نالوا رتبا أو وظائف شريفة من لدن الحضرة الخديوية أو غيرها من العائلة المحمدية، أو من قبلها على حسب الإمكان. فنذكر ههنا ترجمتنا وأطوارنا لتصبر معروفة ولعلها لا تخلو من فائدة».
فنقول: إن قرية برنبال الجديدة هى مسقط رأسى وبها نشأت، وكانت ولادتى فى سنة ألف ومائتين وتسع وثلاثين هجرية، كما أخبرنى بذلك أبى وأخى الأكبر المرحوم الحاج محمد، المتوفى فى شهر رمضان سنة ١٢٩٣. ووالدى هو مبارك بن مبارك بن سليمان ابن إبراهيم الروجى. ذكر لى أخى المذكور أن جدنا الأعلى من ناحية الكوم والخليج قرية على بحر طناح، وبسبب فشل كبير حصل فى البلد تشتتت عائلتنا فى البلاد، فمنهم من أقام بناحية دموه وهم عائلة البحالصة، ومنهم من أقام بناحية الموامنة، ولم يبق منهم بالبلد الأصلية إلا أولاد غيطاس، وأقام جدنا الأكبر إبراهيم الروجى بناحية برنبال الجديدة مكرما معظما، فكان هو إمامها وخطيبها وقاضيها، وبعد موته عقبه ولده سليمان على وظيفته، وعقب سليمان ابنه مبارك. ولما رزق مبارك الذى هو الجد الأدنى بأبى سماه على اسمه ونشأ على وظيفة آبائه وأجداده، وهكذا أكثر العائلة، فلذا كانت تعرف فى البلد إلى الآن بعائلة المشايخ. وهى عائلة كثيرة الفروع بحيث إن منها فى البلد حارة