للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الجواميس الكبار، فرق منها على خدمة التربة ومن حولهم، وخدمة ضريح الإمام الشافعى والباقى على الفقراء، وأخرجوا لا سقاط صلاة الميت خمسة وأربعين كيسا تناولها فقراء الأزهر وفرقت فى جامع الفاكهانى، ولما وصلوا به إلى التربة أنزلوه القبر بتابوته وكانوا يطلقون حوله البخور فى مجامر الذهب.

وأما والدته فلم تخبر بموته إلا بعد الدفن، فجزعت جزعا شديدا ولبست السواد وكذلك جميع نسائه وأتباعه، وصبغوا براقعهم، وامتنع الناس من عمل الأفراح ودق الطبول حتى ما يفعله الدراويش فى التكايا، وأقاموا عليه العزاء عند القبر وجعلوا عنده عدة من الفقهاء والمقرئين يتناوبون قراءة القرآن مدة أربعين يوما، ورتبوا لهم ذبائح ومآكل وكل ما يحتاجونه وترادفت عليهم العطايا من والدته وأقاربه والواردين عليهم.

ومات وهو مقتبل الشبيبة لم يبلغ العشرين، وكان أبيض جسيما، بطلا شجاعا جوادا له ميل لأولاد العرب منقادا لملة الإسلام، تخافه العسكر وتهابه، ومن اقترف ذنبا قتله مع إحسانه وعطاياه للمنقاد منهم ولأمرائه ولغالب الناس.

وبرنبال الثانية والثالثة كلاهما من مديرية الدقهلية بمركز محلة دمنة واقعتان على البحر الصغير، إحداهما يقال لها برنبال القديمة وهى البحرية، والأخرى برنبال الجديدة، وبينهما نحو نصف ساعة، وتجاه القديمة ناحية منية القمص، وتجاه الجديدة كفر علام وفى قبليها كفر قنيش.

وفى برنبال القديمة ثلاثة مساجد وفيها مضيفة لبعض أكابرها بالآجر والمونة وحولها قليل أشجار.

وفى برنبال الجديدة مسجد ومنزل مشيد للوالد، ، وفيها أربع مضايف ومنظرة حسنة لبعض أكابرها، ومعملان للدجاج ومصبغتان، وأربعة أنوال لنسج الصوف وعشر طواحين، ودكان واحدة يباع فيها العقاقير، وضريح ولى يسمى أبا عيسى بلا قبة.