وإلى هذه البلدة ينسب كما فى:«الضوء اللامع» الشيخ عبد الرزاق ابن محمد بن أحمد العباسى الشافعى موقع نائب قجماس الإسحاقى، يعرف بعماد الدين، ولد بالعباسة سنة تسع وثلاثين وثمانمائة، وقدم إلى القاهرة واشتغل بالقراءة، فحفظ «الإرشاد» لابن المقرى و «ألفية الحديث» و «جمع الجوامع» وغير ذلك، وأخذ عن البوتيجى والحصنى والمناوى، وحج غير مرة، وأقرأ مماليك المشار إليه حين كان خازندارا، واستمر فى خدمته سفرا أو حضرا، وأنشأ دارا حسنة بالقرب من بيت ابن معين الدين من رحبة العيد، وعرف بالعقل والتودّد والفهم، حتى رجح على أخيه، ثم ضيق عليه بعد موت أستاذه، وباع داره وغيرها، ونفى إلى لواح أو غيرها، فدام مدة ثم شفع فيه، وعاد فأقرأ بعض المماليك وانتظم أمره بعض انتظام. انتهى.
ولم يذكر تاريخ وفاته، وله أخوان أكبر منه: عبد الوهاب التاج الأمين العباسى ومحمد أمين الدين العباسى، فأما عبد الوهاب فكان شافعيا أيضا، ولد بالعباسة سنة ثمان وعشرين وثمانمائة فتحول إلى القاهرة بعد حفظ القرآن، فحفظ المنهاج، وحضر دروس العلم البلقينى وغيره، وكان يعلم الزين بن مزهر وإخوته، وناب فى أماكن من الشرقية، ثم أضاف إليه الزين زكريا قضاء بلبيس وغيرها، وحج وجاور ودخل الشام وغيرها.
وأما محمد فكان يعرف بأمين الدين العباسى الشافعى، ولد سنة ثمان وثلاثين بالعباسة، وتحوّل مع أخويه فسكنوا الجديرية، وأكمل بها القرآن وحفظ:«البهجة»، و «ألفية ابن مالك» و «جمع الجوامع» وغيرها وأخذ عن البوتيجى والنسابة والجلال البكرى والزين زكريا والبلقينى وغيرهم، وسمع البخارى فى الظاهرية القديمة، وصحب الصلاح