الثالثة عطفة الشنوانى، عرفت بالشيخ الشنوانى صاحب الضريح الذى هناك داخل جامع العدوى الذى أنشأه الشيخ حسن العدوى الحمزاوى أحد علماء المالكية سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، فى محل دار الست زينب بنت السلطان قلاوون التى آلت بالوقف إلى سيدنا الحسين-﵁-وتخربت، فاشتراها من ديوان الأوقاف، وبنى هذا الجامع فى جزء منها، ومكث فى بنائه أقل من سنة، وصدر له الإذن بإقامة الجمعة، فى سنة تسع وثمانين ومائتين وألف.
وكان بجوار هذه الدار ضريح الشيخ الشنوانى المذكور، وعدة أضرحة أخر، فأدخل الجميع الشيخ حسن المذكور فى حدود الجامع، وجدد أضرحتها، وبنى عليها مقصورة من الخشب، وبنى لنفسه بجوارها مدفنا بإذن الخديو إسماعيل لمنع الدفن داخل العمران حفظا للصحة إلا بإذن من الحاكم، والعدوى بكسر العين وسكون الدال المهملتين بعدها واو مكسورة وياء، نسبة لقرية من قرى مديرية المنيا، والشنوانى اسمه أحمد، لكن لم أعثر بترجمته.
وأما من معه من ذوى الأضرحة فقد سمع من أفواه المشايخ أن هناك ضريح الخطيب القزوينى صاحب تلخيص المفتاح، ويزعمون أن تم أيضا ضريح أبى عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن على بن حكمون بن إبراهيم بن محمد بن مسلم القضاعى، بضم القاف وفتح الضاد المعجمة، وبعد الألف عين مهملة الفقيه الشافعى صاحب التصانيف المشهورة دليلهم أن الخطة هناك كانت تعرف بخطة القضاعى، وليس كذلك فإن القضاعى هذا وأباه مدفونان فى القرافة الكبرى، كما ذكره السخاوى فى تحفة الأحباب فليراجع.
وأما الجزء الأخير من الدار المذكورة فأنشأ فيه حماما حسنا برسم الرجال والنساء ووقفه على الجامع، وبنى ربعا على باب الميضأة ووقفه عليه أيضا، وبنى بقرب الحمام دارا لسكناه بقرب الباب الأخضر للمشهد الحسينى، وشعائر هذا الجامع مقامة، ولقربه من الجامع الأزهر صار فى العمارية.
[ترجمة الشيخ محمد الصبان]
وكان بحارة الشنوانى المذكورة بيت الشيخ محمد الصبان، ترجمه الجبرتى فقال: العالم النحرير واللوذعى الشهير شيخنا العلامة أبو العرفان الشيخ محمد بن على الصبان الشافعى، ولد