وأقام بالمدينة المنورة من أول شعبان إلى سادسه، ثم ارتحل منها بجيشه فى الساعة الثانية من يوم السبت سادس شعبان، فسار فى طريق الجديدة.
وفى الساعة الثالثة من ليلة السبت الثالثة عشرة من الشهر دخلوا ينبع البحر، وفى صباحه ركبوا الوابورات فوصلوا إلى مدينة السويس ليلة الأربعاء السابعة عشرة من الشهر. وفى صبح ذلك اليوم ركبوا عربات السكة الحديد فوصلوا إلى المحروسة فرحين مستبشرين، انتهى.
(فائدة)
ترجمة نابليون بونابارت
فى كتاب الأنسكلوبودى ما ترجمته بالاختصار: أن نابليون بونابارت المذكور فيما مر هو أمير الجيوش الفرنساوية، الذين استولوا على مصر سنة ١٢١٣ هجرية، وكانت ولادته فى نصف شهر أغسطس الفرنكى سنة ١٧٦٩ ميلادية، ولما بلغ من العمر عشر سنين أدخله والده المسمى «مشاول بونابارت» فى مكتب العسكرية بمدينة برميين، وكان من الذكاء والفطنة من أول نشأته بمكان مكين، وبما حلاه الله به من ذلك وصل فى عهد قريب إلى درجة عالية فى العلوم الهندسية والحسابية، وغيرها من الفنون التى كانت تدرس بتلك المدرسة، كالتاريخ والجغرافيا.
ولكثرة اجتهاده وغيرته وميله للتحصيل، وتودده لأصحابه وأقرانه مع حسن الخلق ولين العريكة، كان محبوبا عند الرؤساء والخوجات وجميع التلامذة، مألوفا للجميع. وكان من صغره كثير الصمت لا يطلع أحدا على سره، ولما كبر كثر حبه للعزلة عن الناس، فكان يكثر من الخلوة تحت الأشجار، ويتأمل فى صنوفها ومنابتها وما يراد منها، فيستفيد من ذلك علوما دقيقة.
وبحسن الشهادة فى حقه انتقل إلى مدرسة الطوبجية، وكان ذلك موافقا