الخيمة نهارا ثمانية وعشرين درجة دبومور، وفى الصباح ذهبت الحرارة بالكلية.
وبعد ساعتين وأربعين دقيقة من يوم السبت الثامن والعشرين من شهر رجب سار الركب جميعا فى واد متسع سهل صالح للزرع، ثم مر بأرض ذات صخور وزلط وقليل أشجار، وبعد تسع ساعات وثلاثين دقيقة وصل إلى محطة الملاليح، وهى بقعة متسعة بها آبار عذبة. وبعد ساعة وخمسين دقيقة من يوم الأحد سار فى طريق أشجار ورمل ثابت، فوصل إلى محطة الظعينى بعد سبع ساعات وخمس وخمسين دقيقة، فاستراح بها وأخذ الماء وسافر بعد تسع ساعات وعشر دقائق، ثم بعد إحدى عشرة ساعة وخمس وخمسين دقيقة حط في محل ليس معدا للمبيت وبه بعض زلط. وبعد ساعة وأربعين دقيقة من يوم الاثنين جد فى السير وتقابل مع شيخ العرب حذيفة بن سعد. وبعد ست ساعات وخمس عشرة دقيقة وصل إلى آبار عثمان وهو محل متسع به بعض مزارع وحوض بجانبه مصلى، وهناك ينكشف جبل أحد للرائى على بعد.
وفى الساعة السابعة سار الركب، مع خيالة من المحافظين، على المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، ومروا بيسار جبل السلع. وبعد خمس وأربعين دقيقة وصلوا إلى باب المناخة بالمدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وقد عملت خرطة فى مدة السير بيّن فيها قدر الطريق من الوجه إلى المدينة المنورة.
وقد أقام بالمدينة المرحوم سعيد باشا بركبه أياما وصرف مبالغ جسيمة، وحصل له من سكانها من الإكرام والتبجيل ما لا يحصى، وقد عملت لذلك رحلة بين فيها كيفية زيارته وإقامته وما يتعلق بذلك، واجتمع فى المدينة بعالم مجذوب يعرف بالعشماوى، له درس فى الحرم النبوى، فهنأه بقصيدة يتضمن مطلعها تاريخ زيارته وهو: