وبهذا الشارع أيضا حمّام السكرية التى تجاه الباب الكبير للجامع المؤيدى، وهى من الحمّامات القديمة، كانت أولا تعرف بحمّام الفاضل - كما فى المقريزى - وهى قسمان: أحدهما للرجال وهو الذى بابه من الشارع، والثانى للنساء وهو الذى بداخل عطفة الحمّام المذكورة، وهما عامران إلى اليوم ومستوقدهما واحد.
وبه أيضا وكالة السكرية، وهى وكالة كبيرة بأعلاها ربع، وبها حواصل معدة لمبيع السكر والبندق واللوز ونحو ذلك، ويباع فيها أيضا السمن والدجاج والبيض وغير ذلك.
وبداخلها سبيل الست نفيسة، أنشأته مع الوكالة سنة إحدى عشرة ومائتين وألف، ولها سبيل آخر برأس عطفة الحمّام أنشئ فى التاريخ المذكور، والجميع فى نظارة الأوقاف. والست نفيسة المذكورة هى حرم المرحوم مراد بيك الكبير.
عطفة الحمّام
وأما عطفة الحمّام المذكورة فهى الزقاق الضيق الذى ذكره المقريزى عند الكلام على مسالك القاهرة، فقال: إن الداخل من باب زويلة يجد يمنة الزقاق الضيق الذى يعرف اليوم بسوق الخلعيين وكان قديما يعرف بالخشابين، ويسلك من هذا الزقاق إلى حارة الباطلية، وخوخة حارة الروم البرانية. (انتهى).
وفى وقتنا هذا هذه العطفة غير نافذة، ويتوصل منها إلى حمام الفاضل المذكور، ويقابلها من حارة الروم عطفة الذهبى، وكانت متصلة بها، فكان السالك من الزقاق يصل حارة الروم من عطفة الذهبى، ثم يصل إلى الباطلية من حارة الروم.
وأما خوخة حارة الروم التى ذكرها المقريزى، فهى الآن العطفة المجاورة لحمام الدرب الأحمر. وهذا الحمام هو حمام أيدغمش، والعطفة المذكورة هى خوخة أيدغمش أيضا. قال المقريزى: هذه الخوخة فى حكم أبواب القاهرة يخرج منها إلى ظاهر القاهرة عند غلق الأبواب فى الليل وأوقات الفتن إذا غلقت الأبواب، فينتهى الخارج منها إلى الدرب الأحمر واليانسية، ويسلك من هناك إلى باب زويلة. ويصار إليها من داخل القاهرة إما من سوق الرقيق أو من حارة الروم من درب أرقطاى. (انتهى).
[الأمير علاء الدين المعروف بأيدغمش]
وأيدغمش المذكور هو - كما قال المقريزى - الأمير علاء الدين أصله من مماليك الأمير سيف الدولة يلبان الصالحى، ثم صار إلى الملك الناصر محمد بن قلاوون، فلما قدم من الكرك جعله أمير اخور عوضا عن الأمير بيبرس الحاجب، ولم يزل حتى مات الملك الناصر، فقام مع مكتبة الأسرة - ٢٠٠٨